إبتسم للحياة..
الكاتب احمد امين
لا يرى الجمال من عبست نفسه فكل إنسان يرى الدنيا من خلال عمله وفكره وبواعثه فإذا كان العمل طيبا والفكر نظيفا والبواعث طاهرة كان منظاره الذي يرى به الدنيا نقياً .
هناك نفوس تستطيع ان تخلق من كل شيء شقاءاً ونفوس تستطيع ان تخلق من كل شيء سعادة.
من لديهم قدرة المبالغة في الشر ليس عندهم قدرة على الخير فلا يفرحون بما اوتوا ولو كثيرا ولا ينعمون بما نالوا ولو عظيماً
ان الفرصة سانحة لك وللناس والنجاح مفتوح بابه لك وللناس فعود عقلك تفتح الامل وتوقع الخير في المستقبل.
إذا اعتقدت انك مخلوق للصغير من الامور لم تبلغ في الحياة إلا الصغير وإذا اعتقدت انك مخلوق لعظائم الامور شعرت بهمة تكسر الحدود والحواجز فالنفس تعطيك من الهمة بقدر ما تحدد من الغرض ، حدد غرضك وليكن سامياً صعب المنال ولكن لا عليك في ذلك ما دمت كل يوم تخطو إليه خطوا جديدا
انما يصد النفس ويعبسها ويجعلها في سجن مظلم :
اليأس
فقدان الامل
العيشة السيئة برؤية الشرور
البحث عن معايب الناس
التشدق بالحديث عن سيئات العالم لا غير.
النفس الباسمة ترى الصعاب فيلذها التغلب عليها تنظرها فتبسم وتعالجها فتبسم وتتغلب عليها فتبسم .
النفس العابسة لا ترى صعاباً فتخلقها وإذا رأتها أكبرتها واستصغرت همتها بجانبها فهربت منها وقبعت في جحرها تسب الدهر والزمان والمكان وتعللت ب لو وإذا وإن.
وما الدهر الذي يلعنه إلا مزاجه وتربيته إنه يود النجاح في الحياة ولا يريد ان يدفع ثمنه
ان الصعاب في الحياة امور نسبية فكل شيء صعب جدا عند النفس الصغيرة جدا ولا صعوبة عظيمة عند النفس العظيمة وبينما النفس العظيمة تزداد عظمة بمغالبة الصعاب إذا بالنفوس الهزيلة تزداد سقما بالفرار منها
لا شيء اقتل للنفس من شعورها بضعتها وصغر شأنها وقلة قيمتها وانها لا يمكن ان يصدر عنها عمل عظيم ولا ينتظر منها خير كبير.
هذا الشعور بالضعة يفقد الانسان الثقة بنفسه والإيمان بقوتها فإذا أقدم على عمل ارتاب في مقدرته وفي امكان نجاحه وعالجه بفتور ففشل فيه.
الثقة بالنفس فضيلة كبرى عليها عماد النجاح في الحياة
الفرق بين الثقة بالنفس والغرور: الغرور اعتماد النفس على الخيال وعلى الكبر الزائف والثقة بالنفس اعتمادها على مقدرتها على تحمل المسؤولية وعلى تقوية ملكاتها وتحسين استعدادها.
سر العبوس في ضعف التربية التي لا تفتح النفس للحياة وتكتفي بالعلم الجاف وسره في اننا الى الان لم نتعلم فن الحياة ولم نسمع به في برامج الدارسة ولم نره لا في بيوتنا ولا في مدارسنا.
انثر البسمات يمينا وشمالا على طول الطريق فإنك لن تعود للسير فيه.
من كتاب مقالات لكبار الادباء والمفكرين
...