كثير من المشكلات تكون مركبة تركيباً معقداً جداً ... اسمح لي يا من تبحث عن حل لمشكلاتك أن أقول لك بأن المشكلة معقدة أصلاً .. ولكنك أنت من جعلها معقدة جداً ...

أنا لا أملك حلاً و لا أعتقد أن أي شخص هنا في هذا المنتدى أو خارجه يملكه لك.

في الحقيقة أنت من يملك الحل أو على الأقل من يظهره أو يخفيه ...


هذا لا يعني أننا نخرج أيدينا من المساهمة في الوصول إلى الحل الذي يرضيك بل يحصر دورنا في أن نساعدك في أن ترفع رأسك و تدور حول نفسك ثم تتحرك يمنة و يسرة و إلى الأمام و إلى الخلف لتتمكن من رؤية الحقيقة كاملة ثم تختار الحل الذي يناسبك.

هذا الدور ليس بالسهل أبداً و العنصر الأساسي فيه هو أنت يا من يحمل المشكلة.

المشاكل إخوتي و أخواتي لها أبعاد كثيرة حيث إنها منظومة لها ارتباط بالأشخاص و الزمان و المكان .. يمكنني أن أمثل المشكلة على أنها شخصية تعيش في حيز اجتماعي و مكاني و زماني .. هذه الشخصية خيالية أنت و من حولك من خلقها و آمن بوجودها و رعاها و سمح لها أن تكبر ... قد لا تكون أنت من خلقها و لكنك حتماً من ساهم في رعايتها و صنع ملامحها و حملها معه من زمان لزمان و من مكان لمكان..

هذه بعض الحقائق التي يجب ألا تغفلها يا من يشكو من مشكلة و كذلك يا من ترغب في أن تساهم في حل مشكلة ما:



1- قد تطلب الحل و لكن أنت لا تريده!!

هل يعقل هذا الكلام؟
أقول و بكل ثقة هناك من يسأل عن الحل هنا و هناك و هو لا يريد الحل و إنما هذه وسيلة يمارسها المشتكي بوعي منه أو بغير وعي لينال مكاسب ثانوية أخرى مثل الحصول على عطف الناس و شفقتهم مثلاً!!!!!!!!!!!
بل هناك من البشر من لا يستطيع أن يتخيل نفسه بلا مشاكل تحيط به!! لأنه ربما و قع في لاوعيه من خلال الإعلام أو بعض البيئات السلبية أن هذا هو الوضع الطبيعي .. فلو تغلب على مشكلة فهو يسارع بصنع غيرها .. ليكون في الوضع الطبيعي بالنسبة له!!!!!!!!

أخي أختي رجاءً تأكد من رغبتك في الوصول إلى حل و إلا لا تضع وقتك و جهدك و أوقات الآخرين



2- قد تعرف الحل جيداً و لكنك تبحث عن غيره!!

كيف يكون هذا؟!!
الكثيرين يعرفون أن الحل الفلاني هو الحل الأمثل لمشكلتهم و ذلك بناءً على خبرتهم بواقعهم أو بحكم مناقشتهم لمشكلتهم مع الآخرين و لكن ...

في الحقيقة هذا الحل لا يسوغ لهم فهم أو يرون أنه أبسط من أن يكون حلاً مناسباً لمشكلتهم التي جعلوا منها عملاقاً يسد أفق المستقبل ويلغي كل إنجاز تحقق في الماضي
بل تجد البعض عندما يقرأ أو يسمع عن مشكلة غيره لا يرغب في أن تكون أكثر تعقيداً من مشكلته!!!! لماذا؟ .. لا أعلم .. ربما كان لهذا ارتباط بالنقطة السابقة!!

أخي أختي إذا أشير عليك بحل ما, فطبقه بجدية كاملة قبل أن تبدأ في التفكير في غيره



3- قد يكون الحل الذي تبحث عنه هو سبب المشكلة!!

البعض يبحث عن حل في باله و هو بذلك يستنزف جهده و جهود الآخرين من حوله للوصول إلى هذا الحل الخيالي (على الأقل بالنسبة لواقعه). تذكر أخي تذكري أختي أن حلاً ناسب غيرك ليس بالضرورة أن يناسبك .. تذكر أخي تذكري أختي أن الحل الذي تراه في الإعلام أو في القصص في غالب ألأحيان لا يركب على واقع الحال.

أبحث عن الحل المنطقي و ارض به لعل الموضوع التالي يشرع هذه الفكرة بشكل أكبر:

أبو باسل لديه مشكلة و يبحث عن حل!!! (قد تكون نفس مشكلتك)
عذراً: لدي مشكلة في جهازي لم تمكنني من وضع رابط الموضوع



4- أنت من يحتاج للتغيير و ليس الطرف الآخر!!

نجد الكثيرين عندما يطرحون مشاكلهم يرمون بكل مهاراتهم اللغوية في الطرح سواء لفظاً أو كتابة بتصوير أن الطرف الآخر هو المتحمل الوحيد بنسبة 100% لكل اللوم و هو من يلزمه التغيير!!!!
في الحقيقة أقول لا ... لأنه لابد أن يكون لك يد في هذه المشكلة!! قد لا تكون السبب في نشوء المشكلة لكن حتماً كان لك يد في رعايتها و تكبيرها!!!!!!
لو كانت نسبة تحملك للمسؤولية في المشكلة لا يتجاوز 5% يجب أن تذكره و أن لم تستطع فعد للنقاط السابقة و تعرف على نفسك في سياق هذه المشكلة بشكل أكثر عمقاً.

أخي أختي عندما تطرح مشكلةً هنا فاعلم أننا نتعامل معك أنت و ليس مع من تريد تغييره فلذلك كن مستعداً للتغيير في نفسك أولاً ..... و ثق بأن بتغيرك سيتغير الطرف الآخر .. أجزم بذلك



5- قد تكون أنت تشتكي من العرض و ليس المرض!!

مثلاً تجد زوجاً يدعي أن زوجته لا تقوم بواجباتها نحوه لأنها تصر على تحضير الدكتوراه!!! والسبب الخفي في الموضوع أنه يغار من نجاحها لأنه لم يتمكن من مجاراتها في النجاح العلمي!!!

أخي أختي تعرف على الدوافع الحقيقية لمشكلتك و اطرحها بكل تجرد و حيادية لكي تصل الى الحل المناسب لمشكلتك.


6- قد تكون تسير في الطريق الخطأ!!

قد تكون تعلقت بالأسباب كأن تعلقت بفلان أو علاَن لحل مشكلتك و نسيت أن لك رباً هو من يدبر كل أمورك