عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
العقل الواعي والعقل الباطن
العقل الواعي والعقل الباطن
هناك طريقة رائعة للإلمام بوظيفتي ألا وهي أن تنظر إليه كحديقة وأنت بستاني تلك الحديقة تقوم ببذر البذور الأفكار في عقلك الباطن طوال اليوم وفي معظم الأحوال يكون هذا دون وعي منك لأن هذه البذور أساسها تفكير المتعاد. وحيث إنك تبذر هذه البذور في عقلك الباطن، فإنك ستحصد النتائج في جسمك وحياتك.
تخيل:
تخيل عقلك الباطن كأرض وتربة خصبه تساعد لك أنواع البذور على النمو مهما كان بذور صالحة أو فاسدة اذا بذرت الأشواك فهل ستحصد العنب؟ اذا بذرت نبات الشوك فهل ستحصد التين؟ لكل فكرة سبب محدد، ولكل حالة نتيجة وهذا هو السبب الرئيسي في أنك تملك زمام أفكارك. بتك الطريقة ستجلب على نفك الاحوال التي ترغب فيها فقط.
ابدأ الآن في زرع أفكار السلام والسعادة والسلوك الصحيح والرضا والازدهار. فكر بهدوء واقتناع في هذه السجايا واجعل عقلك الواعي المنطقي يقر بها ويتقبلها. استمر في بذر هذه الأفكار الرائعة في حديقة عقلك الباطن وسوف تحصد محصولا رائعا.
وعندما يفكر عقلك بطريقة صحيحة، وعندما تفهم الحقيقة، وعندما تكون الأفكار المودعة في بنك عقلك اباطن أفكارا بناءة وبينها انسجام وخالية من الاضطراب، فإن القوى السحرية لعقلك الباطن سوف تستجيب وتجلب أوضاعا وظروفا ملائمة وتعطيك كل ما هو أفضل وأجمل. وعندما تبدأ في التحكم في عملية تفكيرك فإنك تستطيع ان تستخدم قوى عقلك الباطن في حل أية مشكلة أو صعوبات. وبمعنى آخر، سوف تصبح فعلياً متعاونا بشكل واع مع القوى اللامحدودة وقانون السطلة المطلقة الذي يحكم كل الأشياء.
انظر حولك في أي مكان تعيش فيه، وسوف تلاحظ ان الغالبية العظمى من الأشخاص ينصب اهتمامهم على العالم الخارجي فقط، أما الأشخاص الذين يتسمون بالفراسة والتبصر فهؤلاء ينصب تركيزهم على العالم الداخلي، وهم يدركون كما ستدرك انت ايضا ان العالم الداخلي يخلق العالم الخارجي. وتذكر ان العالم الداخلي هو الاسم الذي يطبق على افكارك ومشاعرك وخيالك، وكل ذلك يظهر في عالمك الخارجي. وبناء عليه، فإن القوى الوحيدة المبدعة، وكل شيء تجده في عالم الصياغة والتعبير قد تم ابداعه بواسطتك، في العالم الداخلي لعقلك بوعي أو بغير وعي.
تفاعل عقلك الواعي وعقلك الباطن
عندما تعرف حقيقة تفاعل عقلك الواعي وعقلك الباطن، فسوف تصبح قادرا على تحويل حياتك كلها. ولكي تغير الظروف الخارجية يتعين عليك ان تغير السبب. يحاول اغلب الناس ان يغيروا من الظروف والاوضاع من خلال التعامل معها مباشرة، وهذا يعد اهدارا للوقت والجهد لا داعي له، وهم يفعلون ذلك لأنهم لا يدركون ان ظروفهم تنبع من سبب معين. ولكي تزيل عدم الانسجام والاضطراب والعوز والقصور من حياتك، يتعين عليك ان تزيل السبب والسبب هو الطريقة التي تستخدم بها عقلك الواعي والأفكار والصور التي تنبع منه لذا عليك ان تغير السبب حتى تغير النتيجة وهذا هو كل ما في الأمر.
إننا جميعا نعيش في بحر لا تنفد منه الثروات اللامحدودة. ان عقلك الباطن سريع الاستجابة لأفكارك التي تكون القالب او الشكل الذي يتدفق من خلاله الذكاء اللامحدود والحكمة والقوى الحيوية والطاقات اللانهائية لعقلك الباطن. شكل هذا القالب بشكل ايجابي وسوف يساعدك ذلك على توجيه طاقاتك اللامحدودة تجاه كل ما سينفعك ويكون في مصلحتك. يمكنك أن
تعيش في تجربة تتبدل فيها كل السلبيات إلى ايجابيات، حيث سيحل السلام محل الصراع الداخلي، وسيحل النجاح محل الفشل، والسعادة محل الحزن، وستبدل الظلمة إلى النور وسيعم الانسجام مكان الفوضى، ويتبدل الخوف إلى ايمان وثقة، فهل هناك ما هو أروع من كل تلك النعم؟
إن أغلب العلماء والفنانين والشعراء والكتاب والمخترعين العظماء يتمتعون بفهم عميق للمهام والأعمال التي يقوم به العقل الابطن والعقل الواعي. وكل ذلك هو ما أعطاهم القوة لتحقيق أهدافهم.
حدث ذات مرة أن أصيب المغني الأوبرالي إنريكو كاروسو بحالة من الرعب والخوف من مواجهة الجمهور في إحدى الحفلات، حيث أصابته تقلصات في حنجرته بسبب الخوف مما جعل عضلاتها تنقبض وأدى أي شلل في أحباله الصوتية. ووقف خلف ستار المسرح بكامل ملابسة الخاصة بالحفل وهو يتصبب عرقا، حيث كان خلال لحظات سوف يصعد على خشبة المسرح ويبدأ في الغناء امام الآلاف من الجماهير.
وقال وهو يرتعد: ان الجمهور سوف يسخر مني لا استطيع ان اغني ثم استدار ليعود إلى غرفة الملابس ثم فجأة توقف وصاح قائلا: ان نفسي الضعيفة تحاول ان تهزم نفسي القوية.
ثم استدارة مرة أخرى تجاه خشبة المسرح ووقف منتصبا وقال بلهجة آمرة موجها كلامه لنفسه الضعيفة هيا اخرجي من هنا، إن نفسي القوية ترغب في الانطلاق من خلال غنائي.
ويقصد بنفسه القوية القوة اللامحدودة وحكمة عقله الباطن ثم بدأي يصرخ اخرجي نفسي القوية على وشك ان تنطلق.
استجاب عقله الباطن واطلق سراح القوى الحيوية الكامنة داخلة، وعندما نودي عليه للغناء وقف على المسرح بشكل رائع اعجب به الجمهور.
من الواضح امامك الان ان المغني الاوبرالي كاروسو ادرك مستويين لعقله المستوى الواعي او العقلاني واللاواعي او العقلاني واللاواعي او اللاعقلاني. فعقلك الباطن يتميز بالتفاعل ويستجيب لطبيعة افكارك، وعندما يكون عقلك الواعي نفسك الضعيفة مليئا بالخوف والقل والتوتر تطلق الانفعالات السلبية المتولدة في عقلك الباطن النفس القوية وتغمر العقل الواعي من خلال الشعور بالرعب والقنوط والهواجس. وعندما يحدث لك ذلك مثلما حدث مع المغني كاروسو تكلم بحزم وبإحساس عميق بالسيطرة والتحكم إلى الانفعالات اللاعقلانية المولودة في عقلك العميق قل: اهدأ لا تتحرك انني مسيطر على الوضع يجب ان تطيعني انت خاضع لقيادتي انك لا تستطيع الدخول عنوة الى مكان لا تنتمي اليه.
انه لأمر مذهل وشيق ان تلاحظ كيف تستطيع التحدث بشكل رسمي وبإقناع مع الحركة اللاعقلانية لذاتك الداخلية لكي تجلب الهدوء والانسجام والسلام لعقلك. ان عقلك الباطن تابع وخاضع لعقلك الواعي ولهذا، يطلق على عقلك الباطن العقل التابع او اللاواعي.
المفضلات