إن تعلم طرح أسئلة تمنح القوة في لحظات الأزمات هو مهارة حاسمة امكنها أن تنتزعي من بعض أصعب الأوقات في حياتي ولن أنسى لحظة اكتشفت فيها أن أحد من كانوا يعملون معي سابقا ينظم حلقات دراسية وينسب لنفسه الفضل في اعداد المادة التي كنت قد طورتها, كلمة كلمة وكان رد فعلي الأولي هو أن أتساءل: كيف يجرؤ على ذلك, كيف يسمح لنفسه بأن يفعل هذا؟ غير أنني سرعان ما أدركت بان انغماسي في مثل هذا النوع من الأسئلة التي لا جواب لها لن يؤدي إلا إلى زيادة حنقي, مما يشكل أنشوطة تحيط بعنقي بحيث قد لاتستطيع أن أفلت منها لقد فعل ذلك الشخص ما فعل, وأدركت بأن على محامي أن يقوموا بتطبيق مبدأ الألم – المتعة ليعيدوه إلى الطريق القويم, ولما أسمح لنفسي أن أبقى على حالة الغضب هذه في تلك الأثناء؟ ولذا قررت أن أتابع طريقي وأستمتع بحياتي, أما إذا ظللت أردد كيف يمكنه أن يفعل ذلك بي؟ فسأظل على حالتي السلبية هذه كان أسرع سبيل لي لتبديل حالتي هو أن أطرح مجموعة من الأسئلة الجديدة لذا سألت نفسي: ماذا أحترم في هذا الشخص؟ صرخ عقلي في البداية (لا شيء! ولكنني ما لبثت أن تساءلت: (حسنا على أن أعترف بأنه لم يقعد دون حراك, انه يستخدم ما علمته على الأقل! وقد أضحكني ذلك وكسر نمطي دون شك مما مكنني من تغيير وضعيتي, واعادة تقييم خياراتي والشعور شعورا حسنا وأنا أتابع تنفيذها.

إحدى الوسائل التي اكتشفتها لرفع نوعية حياتي هي أن أقلد الأسئلة التي يعتاد الأشخاص الذين أحترمهم على طرحها فإذا وجدت انسانا سعيدا إلى أقصى حد فانني أراهنك أن هنالك سببا لذلك, وهو أن هذا الشخص يركز باستمرار على الأمور التي تجعله سعيدا, وهذا يعني أن يطرح أسئلة حول السعادة حاول أن تتعرف على أسئلته واستعملها وستبدأ تشعر بنفس طريقته هنالك أسئلة علينا ألا نضعها في اعتبارنا فوالت ديزني مثلا كان يرفض قبول أسئلة حول ما إذا كانت شركته ستنجح أم لا غير أن هذا لا يعني بأن مبتدع المملكة السحرية لم يكن يستخدم الأسئلة بطريقة أكثر جدوى.

ولقد كان جدي شارلز شو كاتبا يكتب نصوصا لشركة والت ديزني في إحدى مراحل حياته, وقد روى لي أنه كانت لوالت ديزني طريقة فريدة يطلب فيها رأي الآخرين في كل مرة كانوا يعملون فيها على مشروع أو نص فقد كان يخصص حائطا بكامله يعرض عليه المشروع, أو النص أو الفكرة على أن يقوم كل من يعمل في الشركة بتسجيل أجوبة على السؤال: كيف يمكننا أن نحسن هذا؟ وكانوا يكتبون حلا بعدحل ويملؤون الحائط كله باقتراحهم وبعد ذلك يراجع ديزني كل الأجوبة على السؤال الذي طرحه, وبذا كان يحصل على كل المصادر المتوفرة لدى كل من يعمل في الشركة, ومن ثم يحقق نتائج تتطابق مع مستوى ما حصل عليه من مقترحات.

تعتمد الأجوبة التي تتلقاها على الأسئلة التي ترغب في طرحها فإذا شعرت بغضب حقيقي مثلا وقال لك أحدهم: ما هو الأمر الكبير في ذلك ؟ فقد لا ترغب باجاباته. ولكنك إذا كنت تقدر التعلم تقديرا عاليا فقد ترغب في الاجابة على أسئلة مثل: ماذا يمكنني أن أتعلم من هذه الوضعية؟ كيف أستطيع استخدام هذا الوضع؟ اذ آن رغبتك في التوصل إلى مميزات جديدة ستدفعك لصرف الوقت اللازم للاجابة على أسئلتك, وبهذه الطريقة ستغير بؤرة تركيزك, وحالتك والنتائج التي تحققها.

اطرح على نفسك أسئلة تمنحك القوة في هذه اللحظة بالذات ما هو الأمر الذي يبعث لديك الشعور بالسعادة في حياتك في هذا الوقت بالذات؟ ما هو الأمر العظيم في حياتك هذا اليوم؟ ما هو الأمر الذي يدفعك حقا لهذا الشعور بالامتنان؟ فكر للحظة في الأجوبة, ولاحظ كيف يصبح شعورك رائعا حين تدرك بأن لديك أسبابا مشروعة للشعور بمنتهى الغبطة الآن.








المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنةالنشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 196-197
كلمات مفتاحية: أسئلة القوة – تحويل المناط – تغيير السلوك والمشاعر - وضع الحلول
أرسل بواسطة: بهاء الشيخ علي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=235