في عام 1992 فازت سالي جانيل بذهبية برشلونة في سباق 400 متر حواجز لتصبح بذلك إحدى خمس سيدات حصلن على ذهبية لبريطانيا، وفي عام 1993 استطاعت سالي أن تكسر الرقم القياسي وتفوز ببطولة العالم في سيفيلي.

فكيف فعلت سالي هذا؟ سالي مثل غيرها من الرياضيين عانت خلال حياتها الرياضية من الاصابات، بل إن أحد المدربين المشهورين أخبرها بأنها لا تتناسب مع هذا النوع من السباقات سواء من ناحية لونها أو طولها، ولكنها ثابرت، وفي عام 1991 قام بتدريبها مدرب شهير آخر هو ديفيد هيميري وهو عداء مسافات متوسطة سابق، وسألها ديفيد ما إذا كانت فكرت من قبل في سباقاتها قبل انطلاقها، فقالت سالي: إنها في ليلة السباق أحيانا ما كانت تتخيل نفسها تجري عبر المضمار وأنها فازت.

فأخبرها ديفيد بأن هذا لا يكفي وأنها إذا كانت تريد الفوز بذهبية برشلونة وتصبح بطلة أولمبية فإنها ستستفيد لو أنها قضت وقتها في تصور وتخيل نفسها تفوز المرة تلو المرة.

ولذلك قررت سالي أن تجرب هذا، فكانت تتخيل نفسها تدخل استادا به 85 ألف متفرج بالإضافة إلى ما يزيد على ملياري مشاهد عبر التلفاز وتخيلت أنها تذهب خلف الخط مستشعرة ترقب الجماهير وتدفق الأدرينالين عبر جسمها، وبعد ذلك تخيلت أنها تجري السباق، وكانت الصورة في خيالها رائعة في ألوانها وصوتها، وأحيانا كانت تتخيل أنها فازت وأحيانا أخرى لم تفز، وفي حالة عدم فوزها بالسباق الذي كان يجري في ذهنها كانت تعاد جري السباق مرة تلو المرة حتى تفوز به.

وعندما فازت عام 1992 كانت تعرف أن فوزها لا يرجع فقط إلى اجتهادها في التدريب، بل أيضا يرجع إلى الموقف النفسي السليم الذي كانت تتبناه، وإلى استخدامها لقوة الخيال في أن ترى نفسها وهي تفوز.

وبعد ذلك أصبحت خبيرة في هذه العملية حتى أنها عام 1993 عندما عبرت الخط في بطولة العالم لم تكن تدرك في البداية أنها فازت، ومن بين أسباب هذا الفوز تركيزها على ما تريد تحقيقه، وفي هذا السباق لم تقتصر سالي على الفوز ، بل استطاعت تحقيق رقم قياسي جديد.
إن أفضل حافز ليس أن تتفوق على الآخرين بل أن تتفوق على نفسك.









الكتاب: ترويض الخوف
الكاتب: بيت كوهين
مكتبة جرير
الطبعة الأولى
سنة 2004
ص: 96
كلمات مفتاحية: سالي جانيل، إصابات، تصور، تخيل ، تركيز، أولمبياد ،سباق ،ميدالية، بطولة، رقم قياسي.
أرسل بواسطة: وردة بلحسيني
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=368