عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
5 طرق لتحسين قوة الإرادة لديك
ضبط النفس وقوة الإرادة في نجاحك على الدور الكبير الذي يلعبه ضبط النفس أو قوة الإرادة في نجاحك في حياتك بصفة عامة، وخضنا كذلك في معاناة من لا يستطيعون ضبط أنفسهم وشحذ هممهم لتحقيق أهدافهم في هذه الحياة، الشيء الذي يتسبب في الفشل الذريع في مختلف المجالات التي يلجها، سواء أرادفقدان الوزن، عيش حياة صحية، التخلص من دهون البطن، أو تأسيس عمل ما…وكما تمت الإشارة في التدوينة السابقة، فسيتم تخصيص هذه التدوينة لطرح طرق وأفكار لتحسين قوة الإرادة لديك.
ما هي طرق تحسين قوة الإرادة ؟
كشفت الأبحاث التي أجريت حول علم النفس البشرية العديد من السبل التي يمكن للمرء من خلالها تحسين قوة الإرادة أو ضبط النفس، وقد حدد عالم النفس كيلي مكونيال من جامعة ستانفورد، الأساليب الخمس التالية لتحسين قوة الإرادة .
الحصول على قسط كاف من النوم :
إن إحدى الطرق الأكثر شيوعا لتحسين قوة الإرادة تكمن في أخذ قسط وافر من النوم، قلة النوم تمنعنا فعلا من تشغيل كفاءة قوة الإرادة في معظم الأحيان؛ فإذا حُرمنا من النوم، لا يتم تنشيط قشرة الفص الجبهي بما فيه الكفاية، ما يعني أن أذهاننا مقيدة وغير قادرة على العمل، ما يجعلنا نقع في فخ الاندفاع بكل سهولة.من المهم النوم بشكل مريح ليلا، ومن الجيد النوم لمدة 7 ساعات بالنسبة لمعظم الأشخاص، إذا لم تنم لمدة 7 ساعات أو حتى إذا لم تشعر بالنعاس، فإن فصك الجبهي لا يعمل بكفاءة، لذا من المهم جدا النوم لسبع ساعات يوميا على الأقل.يعتبر التأمل أحد الأدوات التي يمكن استخدامها بشكل فعال لمساعدتك في زيادة قدرِ النوم الذي يمكنك الحصول عليه.
مسامحة نفسك :
نميل عادة لانتقاد أنفسنا؛ وخاصة عند النكسات أو الإخفاقات التي نمر بها خلال حياتنا، فقد وجد العلماء أنه لأسباب لم يتم فهمها بعد، عندما ننتقد أنفسنا أو نقسو عليها عند حدوث هذه النكسات، فإننا نميل إلى تكرار مثل هذه النكسات أو السلوك المتساهل، في حين أنه عندما نسامح أنفسنا عند إخفاقنا في مسألة ما، فإنه من المحتمل أن يكون لذلك تأثير في منع الانتكاسات المستقبلية.لذا تعلم أن تسامح نفسك على النكسات التي تمر بها طوال مسيرتك.
ضع في اعتبارك صرف الانتباه عن المثيرات :
إن الوعي برغباتك واندفاعاتك يعتبر من أهم أدوات تعزيز قوة الإرادة لديك، إذا تمكنت من تشجيع وعيك المُدرك لتشتيت المثيرات، فسيصبح من السهل عدم الخضوع لهذه الرغبات والاندفاعات، وإذا أصبت بدفعة تشتيت أو توق شديد لشيء قد يبدد آمالك لبلوغ هدفك، فعليك أن تَصِيرَ على وعي تام بهذه الدوافع.نحن نشعر بمثيرات من أنواع مختلفة؛ قد تشعر بالمماطلة أو أنك لا تستطيع بدء قراءة الكتاب، أو قد تشعر كأنك تؤخر التسجيل في صف دراسي مهم، إذا كان هدفك فقدان الوزن، فقد تحس بدافع لإشباع رغباتك عبر تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة مثلا.إليك ما يجب القيام به حينها :
- لاحظ الشعور التي يراودك، وراقب الفكرة التي تدور في ذهنك، لاحظ الدافع، وراقب الرغبة أو اللهفة.
- كن على وعي بالدافع، اشعر به، ما هو ؟ ما هو الشعور ؟ أين يتمركز ذلك الشعور ؟ هل يتحدد في مناطق معينة من الجسم ؟
- اِشهد هذه التجربة الداخلية، اعترف بها ثم تقبلها، ولا تحاول الابتعاد عنها؛ قم بمواجهة الأمر وتقبله.
بمجرد قبولك لتلك التجربة الداخلية، خذ نفسا عميقا واسترح وامنح جسمك الفرصة للتمهل والتخطيط، حالما تنتهي من ملاحظة التجربة الداخلية، سدد انتباهك على هدفك، فكر في الطريقة التي من شأنها أن تساعدك على تحقيق هدفك، فالجوهر هو أن تكون على وعي بدوافعك ورغباتك، ثم تتقبلها وتنتقل إلى الأمر الأصح الذي ينبغِ القيام به.من السهل القيام بهذا الأمر لكبح دافع الأكل، في حين أنه من الصعب أن تكون واعيا بعادتك لتأجيل الأمور، ولكن يمكنك أن تتحسن من خلال الممارسة.
تصوّر الحواجز :
يعتقد الناس عادة أنه عليك تخيل النجاح لتصبح ناجحا، حيث يعمد كثير من المربيين إلى نصح تلامذتهم في مختلف المجالات لتخيل النجاح من أجل تحقيقه، إلا أن الأبحاث المستفيضة أكدت أن تخيل النجاح وحده ليس كافيا، نعم، إن تخيل النجاح فكرة جيدة، ولكن من الأفضل تخيل الفشل بانتظام ! قد تعتقد أن هذا سيقوم بإفشالك، لكن هذا هو ما لا يحدث في الواقع العملي.قامت دراسة علمية بمقارنة مجموعتين من الأشخاص؛ مجموعة تتصور الأهداف النهائية فقط، ومجموعة أخرى تصورت الهدف النهائي عبر مسيرة تحقيق النجاح، لقد قاموا بتصور عملية الصعود والهبوط، تصوروا التحسن التدريجي والتقدم الذي يقومون به على امتداد مسيرتهم، وكانت النتيجة أن المجموعة التي تصورت المسيرة كان لديها فرصة لتحقيق النتائج الفعلية مرتين أكثر من المجموعة التي لم تتصور سوى الأهداف، لذلك تعتبر المسيرة نحو تحقيق الأهداف أكثر أهمية من الهدف نفسه.ما الذي ستواجهه خلال مسيرتك ؟ العديد من الحواجز والعقبات، أصحاب القلوب الضعيفة والجبانة، سيصطدمون بهذه الحواجز التي ستحبطهم وتدفعهم إلى التخلي عن هدفهم، ولن يمروا بانتكاسة واحدة فقط، بل سيكون هنالك انتكاسات، يبقى الفشل أمرًا لا مفر منه، وتصوره يجهزك نوعا ما لمواجهته؛ فبعد أن تتصور الفشل خلال التقدم، يمكنك ألا تُصدم كثيرا عند مواجهته واقعيا : أنت بالفعل على استعداد لذلك، وعليه، تصور مسيرتك كل يوم وتصور الفشل أيضا.
كن صديقا لنفسك المستقبلية :
نحن لا نفكر عادة في ما يمكن أن يحدث لنا في المستقبل، نحن لا نتخيل نفسنا المستقبلية، وعلى ما يبدو، إذا تصورنا أنفسنا في المستقبل فقد يكون الأمر مؤثرا للغاية عندما يتعلق بقوة الإرادة ، إذا فكرت في الذات المستقبلية على أساس يختلف تماما عن ذاتك الحالية، أو بعبارة أصح، إذا فَصَلت تماما نفسك الحالية عن نفسك المستقبلية، فإن النفس المستقبلية تصبح وكأنها غريبة، مما قد يجعلك غير مهتم بها.في بعض الحالات، أنت لا تقلق بشأن الاهتمام بالذات المستقبلية، ذلك أن كل الأمور العملية لنفسك المستقبلية تعتبر غريبة بالنسبة لك، فالناس يمتلكون تصورات مختلفة حول ذواتهم المستقبلية؛ حيث أن البعض يعتقد أنها أشبه بأنفسهم الحالية، في حين أن الكثيرين يفكر فيها على أساس مختلف جدا. إن القدرة على الانفصال عن العواقب طويلة المدى الخاصة باختياراتك تجهزك لتكون أكثر اندفاعا، حتى في الحالات حيث تكون اختياراتك غير متصلة بالنتائج المستقبلية.في مثل هذه الحالات، تصبح أقل اهتماما بشؤونك وخططك المستقبلية، إننا نعلم في الحقيقة أننا نحتاج إلى العناية بأنفسنا المستقبلية؛ فنحن بحاجة إلى توفير مدخرات التقاعد، وينبغي علينا العناية بمستقبلنا من خلال الاعتناء بنفسنا المستقبلية، المفتاح يكمن في إمكانية الارتباط أكثر بالنفس المستقبلية؛ وقد استخدم الباحثون أداة مثيرة للاهتمام على نحو فعال، وهي كتابة الرسالة : اكتب رسالة من نفسك في المستقبل إلى نفسك الحالية.
كما يمكنك الكتابة لنفسك الحالية والتدوين حول من أنت وما يحدث في حياتك؛ قم بتأريخ صراعاتك الحالية، ثم اكتب الرد من نفسك المستقبلية إلى نفسك الحالية، الفكرة تشمل التواصل مع نفسك المستقبلية من خلال المراسلات، ومن الأفضل أن تكون متفائلا في الرسالة التي تكتب إلى نفسك المستقبلية على أن تكون متشائما تماما.
الغرض من هذه العملية هو عدم النظر إليها كما لو كانت عملية تصحح الأمور للنفس المستقبلية؛ إن الأمر أعمق ويهدف إلى جعلك قادرا على الشعور أن نفسك المستقبلية حقيقية وأنها سوف تصير أنت في وقت لاحق، فليس من المستبعد كثيرا أن تكون هي نفس الشخص الذي أنت عليه الآن.
حتى إذا بدأت تتخيل القيام بالأشياء العادية في المستقبل مثل القيادة للعمل أو الذهاب إلى المتجر أو التحدث مع الأصدقاء أو القيام بالأعمال المنزلية، تخيل بوضوح كيف يمكنك الشعور عند القيام بها بعد سنوات من الآن.
الملخص :
- ضبط النفس هو القوة الكبرى لدى الإنسان.
- أحد الأسباب الكبرى لفشل الأشخاص راجع إلى الافتقار إلى ضبط النفس.
- بإمكانك زيادة قوة الإرادة لديك.
- نم جيدا.
- تعلم مسامحة نفسك.
- شجع ذهنك على الانتباه للاندفاعات والإلهاءات.
- تصور الحواجز والفشل.
- تمرن على التواصل مع نفسك المستقبلية.
- نأمل أن تكون قادرا على استخدام هذه التقنيات للزيادة من ضبط نفسك.
كانت هذه أيها الأعزاء محاولة لسبر أغوار جزء يسير من نفس الذات البشرية المحيرة، حيث تم التركيز على ضبط النفس و قوة الإرادة التي بإمكاننا جميعًا شحذها أكثر فأكثر لزيادة فرص نجاحنا في هذه الحياة، أتمنى أن تكون طرق تحسين قوة الإرادة لدينا في هذه التدوينة مفيدة لنا جميعًا، حيث سيتوجب علينا أولا الالتزام بها أو ببعضها على الأقل في سبيل زيادة فرص تحقيق أهدافنا في هذه الحياة.
المفضلات