كانت لدى جي دبليو ماريوت قناعات ساعدته على النجاح بشكل كبير، ومنها أن النجاح لا يعني أن تنجح وحدك من دون الآخرين، والنجاح لا يعني أن ينتهي بانتهاء حياة الإنسان، إنما نجاحه الأعظم يكمن في زرع طموحه وحماسته في الآخرين، وأن يحملوا اسمه وفكره، لأن الإنسان يبقى بفكره واسمه من خلال الأجيال التي تأتي من بعده. وفعلاً، لم يخيب ماريوت الابن ظن أبيه به، فكان حريصاً على ما أسسه والده، وتخطت الشركة حدود الولايات المتحدة الأميركية، وأصبحت تزود بعض خطوط الطيران بالأطعمة في كاراكاس في فنزويلا.تغير اسم الشركة كلياً إلى "شركة ماريوت العالمية" في 21 نوفمبر 1967، واستمرت في التوسع، وأصبحت من أهم الشركات التي تؤمن الوجبات والأطعمة، خاصة بعد أن نالت حق سلسلة مطاعم "Big Boy" والبالغة 22 مطعماً.

انتقلت الشركة إلى مقرها الفخم في ميرلاند عام 1979، وفي 3/3/1982 نالت الشركة حق إدارة سلسلة مطاعم (Host) ومن بعدها سلسلة مطاعم (Gino) للوجبات السريعة، ما كرس احتلالها المرتبة الأولى في تزويد الوجيات السريعة والمشروبات للمطارات والرحلات. في أكتوبر العام 1983 دخلت شركة ماريوت عالم العطلات بعد أن تبنت مجموعة منتجعات أميركا وبدأت تسويق برامج العطلات وتخطيط الرحلات السياحية (Time share). وفي العام 1985 كسبت الشركة شركة "هوارد جونسون" وبعدها خطت شركة ماريوت خطوة كبيرة وذلك بتبني شركة ساغا لإدارة خدمات المطاعم والوجبات، ما جعلها بجدارة شركة الأغذية الأولى في الولايات المتحدة.

توفي جي دبليو ماريوت الأب في 13/8/1985 عن عمر يناهز الرابعة والثمانين في منزله الصيفي في نيوهامشاير، وخلفه ابنه في رئاسة مجلس الإدارة في 3/10/1985. عند وفاة ماريوت الأب كان لدى شركة ماريوت العالمية 140000 موظف في 26 دولة، وتدير 1400 مطعم، ولديها 143 فندقاً ومنتجعاً في 95 مدينة. ومعدل مبيعاتها 3 مليارات و 500 مليون دولار.

دخلت شركة ماريوت بعد وفاة مؤسسها مراحل جديدة وأسواقاً جديدة لتغطي جميع الميزانيات. كان ذلك في العام 1987 عندما أسست (ماريوت سويتس) وريزيدنس وفيرفيلد ان، كما أسست قسماً يعنى بتقديم الغذاء والسكن والعناية للعجزة العام 1988، قسمت الشركة عملياتها إلى قسمين العام 1993: هوست ماريوت لامتلاك الفنادق وماريوت انترناشيونال لإدارة الفنادق. وما زالت الشركة تقوم بأعمالها بنجاح كبير. وما زال جي دبليو ماريوت الابن رئيساً لمجلس إدارة الشركة حتى يومنا هذا وعمره 65 سنة.

كانت هذه حكاية نجاح جون ويلارد ماريوت الذي لم يكن يعلم أن كشكه الصغير والمزود بتسعة مقاعد سيصبح لديه هذا الانتشار وآلاف الفروع في العالم. وقد حقق حلمه قبل وفاته وكرس فلسفته القائلة: "لا يعتبر النجاح نجاحاً إذا لم يستمر من جيل إلى جيل ومن زمن إلى زمن". وهو ما ترجمه إلى واقع.










المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 241 - 244
كلمات مفتاحية: قناعات – طموح – تحفيز الآخرين – قيم – ترجمة الأحلام إلى واقع
أرسل بواسطة: داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=509