عندما بدأ اهتمام جورج ايسمتان بالتصوير عام 1878 كانت هذه الصناعة في مراحلها الأولى، وهي لم تتقدم كثيراً من تاريخ اكتشافها في العام 1826. بعدما تم اختراع الفيلم الجاف، قرر جورج ايسمتان أن يفتح مؤسسة تبيع الصفائح الجافة إلى من يحتاج إليها، لكنه كان يواجه صعوبة في تمويل تجارته. وعلى الرغم من أنه كان لديه 3000 دولار، فإنه كان يعلم أنه يحتاج إلى أكثر من ذلك ليفتح معملاً، لأنه عليه أن يشتري معدات وآلات وأن يدفع الإيجارات والرواتب قبل أن يتوقع أي مردود. في العام 1890 قام بتصنيع الأفلام الجافة في روشستر، وفوجئ بعد ذلك أن الدعم المادي يأتيه من حيث لا يدري، وكان ذلك من شخص اسمه هنري سترونغ، لا يفهم كثيراً في التصوير ولكنه كان رجل أعمال ناجحاً قرر أن يستثمر في شركة ايستمان العام 1880، ومرة ثانية في العام 1881.

كان سترونغ داعماً لايستمان إلى أبعد الحدود، حتى أنه قال إنه إذا خسر المشروع سيتحمل الخسارة وحده، ثم أصبح سترونغ شريكاً أساسياً ومالكاً مشتركاً مع جورج ايستمان، وكون الاثنان فريقاً ممتازاً في اتخاذ القرارات وإدارة الشركة. عندما انتقلت شركة ايستمان لصناعة الأفلام الجافة إلى الطابق الثاني من المستودع في روشستر، وكان عمره 27 عاماً وما زال يعمل في البنك خلال النهار وفي صناعة التصوير في المساء، وكان لديه عامل واحد يساعده في تشغيل هذه المؤسسة. كانت سمعة أفلام ايستمان جيدة لدى الهواة والمحترفين.

ثم تطورت المبيعات بشكل جيد وارتفعت، واستمر ايستمان بالعمل خلال النهارحتى شهر سيبتمبر عام 1881، وكان المدخول الشهري للشركةحينها 4000 دولار. وكان كل شيء على ما يرام حتى العام 1882 عنما بدأ الناس بإعادة الأفلام التي كانوا يشترونها بحجة أنها غير صالحة وغير جيدة. وعندما فحص ايستمان الأفلام لاحظ أن كل الناس عندهم حق، وأن الأفلام غير صالحة للاستعمال. وفي شهر مارس 1882 قام ب 500 تجربة لكشف الخطأ من دون ان ينجح. وبعدها، وخلال زيارة إلى بريطانيا، اكتشف أن الخطأ ليس في عملية التركيب، بل في عملية عدم نقاء الجيلاتين الذي كان يستعمل. وقرر ايستمان أن كل الأفلام غير الصالحة، يجب استبدالها، وهذا كلفه كل الأموال التي بحوزته.

ويقول ايستمان ((صحيح أننا صرفنا كل الأموال التي معنا على استعادة سمعة وجود أفلام ايستمان، لكن هذا ترك لنا شيئاً أهم من الأموال وهو السمعة)). وبانتهاء عام 1882 كانت الشركة قد استعادت الثقة وأصبحت قادرة على بناء مصنع وتغطية المصاريف. وكان هذا إنجازاً عظيماً لتحقيق أرباح بعد سنة من خطر إفلاس الشركة ودمارها التام بسبب الأفلام غير الصالحة.









المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 123 - 126
كلمات مفتاحية: القرار – الإصرار – التحدي – إدارة – التعلم من التجارب – المبيعات – جودة المنتج – الثقة بالمنتج – إرضاء الزبائن
أرسل بواسطة: قسم الأبحاث
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=463