مدربون معتمدون
المدربون المعتمدون
- معدل تقييم المستوى
- 33
استراتيجيات النجاح - كوداك 1 – الرحلة التي غيرت عالم التصوير
تعتبر شركة "كوداك" من أشهر الأسماء في العالم فبغض النظر عن اللغة، هي تمثل شيئاً واحداً فقط هو التصوير. والشخص الذي اخترع وأسس هذه الشركة وسهل عملية التصوير كان اسمه جورج ايستمان.
بدأ ايستمان بالتصوير كهواية وكان عمره 24 عاماً. وكانت هذه المهنة أو هذه الصناعة جديدة نسبياً وفناً جديداً لا يعرفه الكثير من البشر. وبسرعة اكتشف قوة قابلية هذه الصناعة للتطور، ووضع هدفاً واحداً في حياته أن يجعل الكاميرا سهلة الاستعمال كالقلم، وفي متناول الجميع.بدأ شغفه بالتصوير بالتصاعد إلى أن أثمر نجاحاً هائلاً بفضل حبه الدائم للابتكار، ومعرفته وحسه الواعي بإدارة الأعمال، وبذلك نجح حيث فشل الآخرون.
وخلال تطور شركته أصبح ايستمان رجلاً غنياً قادراً. وفي العام 1994 أصبحت شركة "كوداك" بين أفضل 25 شركة في الولايات المتحدة واهتماماتها ونشاطاتها تنوعت عن التصوير. وأصبحت تصنع وتنتج آلات طبية وأقمشة ومنتجات ألكترونية.بعد فترة عمل طويلة امتدت لأربع سنوات ككاتب في بنك، قرر جورج ايستمان البالغ 24 عاماً أن يأخذ فترة راحة بسيطة. وقد قرر أن يذهب إلى سانتو دومينغو في جزر الكاريبي.
لكن الوصول إلى هذه الجزيرة كانت تتخلله بعض العقبات، وكان وقتها عام 1878، وكان السفر طويلاً ومكلفاً، بطيئاً وأحياناً خطيراً. لكن هذه العوامل لم تكن كافية لتمنع جورج ايستمان من التخطيط لرحلته. وكان يتكلم عن رغبته ومخاوفه لأصدقائه في العمل. وأحد أصدقائه اقترح عليه أن يأخذ كاميرا معه إذا كانت هذه الصور جيدة؛ فهو يستطيع أن يبيعها ويكسب بعض النقود عندما يرجع.كان ايستمان يعلم أن هذه الرحلة ستكون مدهشة، وأن صديقه كان على حق في أنه يجب تصوير هذه الرحلة. وقد صرف راتبه الشهري كاملاً على آلة تصوير ضخمة وقديمة لم تكن متطورة أبداً، ولكنه لم يكن يعلم إلى أين سيؤدي به هذا الموضوع.
وقد وصف ايستمان معدات الكاميرا التي اشتراها بأنها حمل كامل لحصان. كانت هذه الكاميرا ضخمة جداً، وكانت متكاملة، وتحتوي على خيمة كاملة وصفائح معدنية مليئة بالمواد الكيميائية، حتى الكاميرا كانت علبة كبيرة جداً وكان منظرها مضحكاً مقارنة بما نراه الآن في الأسواق. كانت عملية التصوير تأخذ وقتاً، بخاصة في تظهير الأفلام. وتأخذ كل صورة ليتم تصويرها أكثر من 20 دقيقة. وبعدها قرر ايستمان أن يأخذ دروساً في التصوير من هذه الآلات.
واجه الكثير من الصعوبات خلال تعلمه التصوير، وكان عملاً مضنياً ومملاً بالنسبة إليه، لكنه أحس بأنه استوعب عملية التصوير جيداً. وبعدها بدأ بتصوير اللقطات بنجاح زاد شغفه بهذا المجال. ذات يوم عندما كان يقرأ موضوعاً في مجلة بريطانية عن التصوير، وجد حلاًَ لمشكلته. كان هناك عدد من المصورين في الاتلنتيك يجرون تجارب عدة في التصوير، وهو يريد أن يتخلص من الصفائح الضخمة الرطبة والجافة. وبينما كان يقوم بتجاربه في مطبخ والدته، استطاع اختراع أفلام أقل تعقيداً للتصوير، وقرر ألا يصنعها لنفسه عندما يريد التصوير، إنما يستطيع أن يصنعها ويبيعها إلى الآخرين.
وهكذا كان يعمل ايستمان في البنك خلال الصباح، وفي الليل كان يحول مطبخ والدته إلى مختبر كامل. كان أحياناً كثيرة ينام في ثيابه، ولا يحس بأنه نائم على الطاولة في المطبخ، كان يحاول أن يصل إلى هدفه في أسرع وقت. وقد أخذ من الوقت سنتين لتصميم الفيلم الذي كان يحلم به، كان عمره 26 سنة، وشكل أساس بناء أهم شركات التصوير في العالم ESTMAN PRODUCT.
ولد جورج ايستمان في 2ـ7ـ1854 . في قريته واترفيل، إحدى ضواحي نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية لعائلة تتكون من ثلاثة أطفال؛ جورج واختيه الكبيرتين اللتين تكبرانه سناً، ألين وايما. وكان والده طموحاً. وعندما كان عمر جورج 6 سنوات انتقلت العائلة إلى روشستر لتؤسس مدرسة اسمها EASTMAN COMMERCIAL COLLEGE، في البداية كانت المدرسة ناجحة، وبعد سنتين توفي والده فجأة وتحول نجاح المدرسة إلى فشل. وفي وقت قصير أصبحت العائلة المرتاحة نسبياً في حالة إفلاس. ولكن أمه ماريا ايستمان كانت منتجة مبدعة؛ استطاعت بحكمتها أن تجعل الأمور تمضي بشكل جيد. كان جورج ذكياً في المدرسة، لكنه كان كسولاً في العمل، وكان يحب البيسبول كثيراً. لم يمض وقتاً طويلاً في المدرسة فتركها عندما كان عمره 14 عاماً.
وكان لديه اخت معاقة، وأصبحت المسؤوليات عليه كبيرة جداً كولد وحيد. لذلك عمل في شركة تأمين كمراسل يحمل الورق من مكان إلى آخر. وفي الخامسة عشرة انتقل إلى شركة تأمين ثانية وتحول من مراسل إلى كاتب وكان أجره 5 دولارات في الأسبوع. أدرك جورج ايستمان أن هذا الراتب لن يكفيه ليعيل عائلته، وتأكد من أنه لن يحصل على عمل أفضل منه ما لم تكن لديه مؤهلات علمية فبدأ بدراسة المحاسبة في المساء. وفي العام 1874 عمل في بنك روشستر للتوفير ككاتب في البنك. كان جورج متمسكاً في عمله في البنك في النهاء بسبب الحاجة، وعندما كان يعمل في البنك كان يوفر بعض السنتات، وفي الوقت الذي كان يخطط فيه لرحلته إلى جزر الكاريبي في اسبانيولا كان قد وفر مبلغ 300 دولار.
المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 119 - 123
كلمات مفتاحية: تحديد الأهداف – التخطيط
أرسل بواسطة: قسم الأبحاث
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=462
المفضلات