قصص قصيرة عن البرمجة

[سالمة ساعدي]

سافر رجل حكيم إلى قرية صحراوية , وبعد سفر طويل ترجل عن جمله وسأل أحد القرويين شربة ماء ,أعطاه الشاب كأس الماء مرحبا به , شرب المسافر الكأس كله وقال : شكرا لك , هل أستطيع مساعدتك بأي شيء قبل أن أتابع سفري ؟ نعم قال الشاب , نعاني من خلاف عائلي , أنا الأصغر في ثلاثة أخوة ,توفي أبونا مؤخرا تاركا لنا سبعة عشر جملا , أمر في وصيته بان يذهب نصف القطيع إلى أخي الكبر سنا , والثلث إلى الأخ الأوسط والتسع لي , ولكن كيف يمكننا أن نقسم قطيعا من 17 جملا ؟ نحن لا نريد تقطيع أي من الجمال .
خذني إلى بيتك , قال الحكيم , وعندما دخلا البيت رأى الأخوين الآخرين وأمهما في غمرة نقاش حاد , قدم الأخ الأصغر الحكيم المسافر الذي قال : انتظروا , أظن بامكاني مساعدتكم , سأعطيكم جملي هدية , تمتلكون الآن 18 جملا ,يذهب النصف إلى الأخ الأكبر ,أي 9 جمال ,ويذهب الثلث إلى الابن الأوسط , أي 6 جمال , ويذهب التسع إلى صديقي هذا , الابن الأصغر أي اثنان .
قال الابن الأصغر : إن عدد الجمال التي أوردتها يبلغ فقط 17 جملا , أجاب الحكيم : نعم ,يا للمصادفة السعيدة , الجمل الذي بقي هو جملي , لو تكرمتم بإعادته إلي سأتمكن من الاستمرار في رحلتي .
البرمجة اللغوية العصبية هي الجمل 18 , وضعت من قبل رجل حكيم , قام بحل المشكلة , واختفى بسرعة كأن لم يكن .

أمضت دودة الفراش وقتا طويلا وهي تنظر إلى الطيور من الأسفل , وتشعر بالسخط من شكلها ومن حياتها , ودائما كانت تفكر : أنا قبيحة , منفرة , حكم علي بالزحف أبدا فوق الأرض... لكن الطبيعة تطلب منها يوما حياكة شرنقة .... خافت وراحت تستعد للموت ظانة أنها تحوك قبرها .... عملت بجد رغم تعاستها من المصير الذي كان ينتظرها .......أغلقت على نفسها منتظرة النهاية .
بعد أيام تحولت إلى فراشة خلابة ملونة بكل ألوان الطيف , تستطيع الطيران حيث تشاء , وينظر إليها الناس بكل إعجاب .
أدهشها كثيرا معنى الحياة وتدابير الإله سبحانه وتعالى .

قال الحكيم لتلميذه الشاب : في بداية طريقك ستجد بابا كتب عليه جملة , اقرأها وعد إلي , ويوم رأى الطالب الباب عاد إلى معلمه قائلا : الجملة هي : هذا غير ممكن , قال الحكيم : أين كتبت الجملة ؟ فوق حائط أم فوق باب ؟ رد التلميذ فورا : فوق باب ...... حسنا ضع يدا فوق القبضة وافتحه ........ أطاع التلميذ , وشعر بالسعادة وهو يرى الجملة تختفي عندما دار الباب ... شكر الحكيم بفرح ومضى قدما إلى الأمام .

ذهب رجل مريض إلى الحكيم شاكيا : لا أستطيع التوقف عن مص إبهامي ....
لا تقلق , أجاب الحكيم , فقط اختر إصبعا مختلفا للمص كل يوم من أيام الأسبوع .
بذل المريض جهده لإتباع هذه النصيحة و قبل أن ينتهي الأسبوع كان قد شفي .
عندما يتحول عيب ما إلى عادة ,تصعب مكافحته , لكنه عندما يتطلب منا مواقف واعية وقرارات وخيارات ,نستطيع إيقافه فورا .

اتجه شابان على فرسيهما إلى جبل عالي يريدان اختبار ايمانهما المطلق بالإله ,
وعندما وصلا إلى القمة في منتصف الليل , سمعا صوتا يقول : حملا حصانكما بالحجارة المنتشرة على الأرض , قال الشاب الأول : أرأيت يريد تثقيل حملنا بعد كل ما عانيناه لنصل إلى هنا , لن أطيع أبدا .
امتثل الشاب الثاني للأمر , وعندما وصلا إلى أسفل الجبل كان الفجر يبزغ , وأضاءت الشمس حجارة الشاب , لقد كانت من الماس النقي .
قرارات الله محاطة بالألغاز, لكنها تميل لصالحنا على الدوام .

قرر رجل باحث عن الحكمة , التوجه إلى الجبال حيث قيل له أن الله يظهر كل سنتين هناك . في السنة الأولى عاش على كل ما تقدمه الأرض و ثم لم يعد هناك ما يؤكل , فاضطر للعودة إلى المدينة .
الله غير عادل , صرح قائلا , ألم ير أني بقيت هناك كل ذلك الوقت في سبيل سماع صوته ؟أنا الآن جائع وسأذهب دون سماعه ... في تلك اللحظة ظهر ملاك وقال : لقد أطعمك الله طوال عام كامل , ما الذي زرعته أنت طيلة هذا الوقت ؟؟؟؟؟؟؟؟