كم من مرة شعرت بأنك غير راضٍ عن نفسك؟ ربما مضطرب وغير ناجح في علاقاتك الاجتماعية؟ فاقد الثقة فيما لديك وتشعر بأنك بلا قيمة؟ ربما لم تتعرض لهذا الأمر من قبل وربما تعرضت له كثيراً أو قليلا.
.
الأسباب قد تتعدد ولكن المظهر والهيئة يظلان دائما في مقدمة الأشياء التي تتعلق بمدى ثقة الإنسان وتقديره الذاتي لنفسه والشعور بالرضا ازاء نظرة الجميع إليه، خاصة في الوقت الحالي الذي أصبح المظهر والموضة فيه من أهم عناصر النجاح الاجتماعي نظرا لأننا لم نعد نعيش عصر فيلم “ذهب مع الريح” حينما كان الجهد والإنجاز هو معيار الحكم على الناس ومدى تقديرهم ونجاحهم.
الملابس بمثابة عنوان للتعريف بالشخص وربما انعكاس لحالته النفسية وسواء كنا نرغب أم لا فإن ما نرتديه له آثاره وتبعاته على حياتنا وربما علاقاتنا الشخصية وشعورنا بالرضا، لذا فإن البحث عن ملابس تؤدي لإحداث آثار معينة سواء لنفسية صاحبها أو محيطه، كان السبب الرئيسي وراء ظهور صناعة كبيرة تدر أرباحا بالملايين يعتبر مستشارو الموضة والذوق هم أكبر المستفيدين منها.
إخصائية الطب النفسي للأنماط كيت نايتنجيل نجحت في إنجاز دراسة منهجية تعتبر رائدة في بريطاينا وهدفها الأساسي هو الاستفادة من الأثر الذي تحدثه الملابس لدعم عثور عملائها على هويتهم وشخصيتهم الحقيقية.Credit: د ب أوفي لندن نجحت إخصائية الطب النفسي للأنماط كيت نايتنجيل في إنجاز دراسة منهجية تسير وفقا لوجهة نظر أخرى، وتعتبر هذه الدراسة رائدة في بريطاينا وهدفها الأساسي هو الاستفادة من الأثر الذي تحدثه الملابس لدعم عثور عملائها على هويتهم وشخصيتهم الحقيقية.
تقول نايتنجيل “الأمر يتعلق فقط بالهندمة والمظهر اللائق، حينما يرتدي أي شخص ملابس معينة فإن ما يرتديه يؤثر في مشاعره وثقته بل وأيضا في طريقة تصوره الشخصي لذاته”.
وبصفتها إخصائية في الطب النفسي فإن نايتنجيل تخصصت في دراسة آثار الاتصال غير اللفظي، وعلى الرغم من اعترافها بأن أغلب مستشاري الموضة يستخدمون هذه المعارف، إلا أنها ترى فارقا مهما وهو أنها تقدم “أدلة علمية وليست مجرد معارف نوعية”.
في بداية الأمر كان أغلب العملاء الذين يلجأون إليها يسعون لتحسين مظهرهم، فبالنسبة للسيدات غالبا ما كان السبب الذي يدفعهم للوصول لهذا الهدف هو الإقدام على بدء عمل جديد، في حين أنه بالنسبة للرجال كان السبب شبه الدائم هو البحث عن شريكة حياة جديدة، وعن هذا الأمر تقول “سواء كان الأمر مقبولا أم لا، فإن الجميع يحكم علينا وفقا لمظهرنا وملابسنا، أنا آسفة ولكن هذه هي الطريقة التي يعمل بها العقل، الانطباع الأول الذي يتشكل في عقل أحدهم عن الأخر يحدث خلال ثلاث ثواني”.
وتعمل نايتنجيل على دراسة وتحليل ما تعنيه هذه الآليات بالنسبة للحياة الداخلية لعملائها، بمعنى آخر تسعى للبحث عن إجابة لأسئلة مثل ما الذي ترغب في ارتداءه وما هي الصورة التي تحب أن تعرضها؟ ما هي الأشكال والألوان وقصات الشعر التي تجعلك تشعر بالراحة؟ ماذا تقول الملابس التي ترتديها عن شخصيتك، وفي أي نقطة يمكنك التركيز لاظهار قوتك والابتعاد عن مشاكلك النفسية؟… بمعنى آخر أن نقطة انطلاق عملها لا تتعلق بلون العيون أو شكل الجسد أو طبيعة البشرة.
وخلال الجلسة الأولى لعملاء هذه الاخصائية، فإنهم يصطحبون صورا للملابس التي تعجبهم ولكنهم لا يجرأون على ارتدائها، وخطوة تلو الأخرى تعمل معهم نايتنجيل لمدة شهور لكي يتمكنوا من كسر الحاجز النفسي والتمكن من ارتداء الملابس التي تعجبهم بشكل يحمل طابعا من الإبداع والتميز، ووفقا لهذه النظرية فإن هذا الأمر يؤدي لحدوث تغيرات في الحياة الداخلية لكل شخص من عملائها، حيث يكتسبون قدرا أكبر من الثقة ويفكرون ويصلون إلى نقاط قوتهم ويتعلمون التعرف على أنفسهم بصورة أفضل.
تقول الإخصائية “أقرأ ما بين السطور ما يرغب العملاء في قوله أثناء محادثاتنا، ما هي المشاكل الموجودة في حياتهم وما الذي يخفونه، ما الذي يرغبون فيه حقا”، وبعد الإجابة على هذه التساؤلات تكون نايتنجيل قد أرست القواعد التي ستقيم عليها استشاراتها والتي وفقا لما يرغب فيه العملاء ربما تمتد لشهور، وبمجرد أن يتم رصد وجود مشاكل قوية، مثل تقلبات في العملية الغذائية، فإنها توصي بضرورة وجود علاج طبي.
وبشكل طبيعي فإن إجمالي كل هذا ليس رخيصا بالمرة فإن عملية “Make Over” كاملة من يوم واحد، يتضمن استشارة حول تصفيف الشعر والمكياج، ربما تصل تكلفتها إلى700 جنيه إسترليني، ولكن لا يحتاج الجميع لاستشارة شاملة، البعض فقط يكفيه دفعة بسيطة، فكما تقول إحدى العميلات فإنها عقب حضور جلسة واحدة أصبحت تنظر إلى ملابسها بصورة مختلفة وترتديها بالشكل الذي يجعلها ترى نفسها بصورة أفضل -