عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 23
كيف تظل إيجابياً ومتفائلاً
كيف تظل إيجابياً ومتفائلاً
التحرك
قام مندوب المبيعات بتدوين هدفه كتابة، ووضع خطة لتحقيقه، وراح ينفذها يومًا بعد الآخر، دون أن يفقد الإيمان أبداً. لقد عمل هذا القرار على تحفيز قواه العقلية، ونتيجة لقانون التآزر، وقانون التجاذب، وقانون النشاط اللاواعي، وسواها من القوانين، بدأت الأمور تتغير معه بشكل أسرع مما تخيل بكثير. لقد بلغ هدفه المالي في غضون ثلاثة أعوام وحسب. تخلص من يدونه، وادخر 30 ألف دولار في البنك.
وذات يوم، دعاه رئيسه في العمل ومالك هذا التوكيل التجاري وسأله إذا كان مهتمًا بفرصة مشروع تجاري. أحس بالإطراء الشديد، وطلب توضيحًا من رئيسه. قال رئيسه إنه لاحظ مدى تحسنه في عمله كمندوب مبيعات، كما أنه سمع بشأن بعض المال الذي نجح في ادخاره من دخله.
كان مندوب المبيعات خجولاً وحذراً، لذا فقد سأل رئيسه عما يدور بباله. فأخبره رئيسه بأنه قد عرض عليه من أحد مصنعي السيارات في " ديترويت" أن يرشح لهم شخصًا مهتماً بافتتاح توكيل جديد للسيارات بالمدينة نفسها، وفي جزء منها ما زال ينموا في هذا المجال. قال الرئيس أنه على استعداد لترشيحه، ولدعمه في هذا التوكيل التجاري. بل إنه سوف يشاركه كشريك كامل مادام – المندوب – مستعداُ لأن يستثمر ماله هو الآخر.
المحصلة الأخيرة لهذه القصة كانت أن رئيسه قد عاونه في تأسيس هذا التوكيل الجديد، عاونه في جميع المهام المتعلقة بالمشتريات، التخزين، قطع الغيار، وفي قرارات قسم خدمة العملاء، وفيما يخص الموظفين. وبعد عامين، باع له رئيسه نصيبه الذي بلغ نصف الأسهم، وهكذا فقد انتهي به الحال لأن يكون المالك الفعلي للتوكيل بنسبة 100 %.
ثم قال لي: " واليوم، أنا مليونير!" منذ ستة أعوام مضت كنت مندوب بيع سيارات مستعملة، واليوم أنا مليونير". كان أحد أكثر الأشخاص سعادة بين من التقيت بهم على الإطلاق. قال إنه لو لم يأخذ بتلك النصيحة من المنتدى التدريبي، أي أن يشرع في ادخار المال، والتخلص من الديون، لما كان في وضع يسمح له بانتهاز تلك الفرصة حين اعترضت طريقه. كما قال: " إن حضور منتداك وفر عليّ عشرين عامًا من العمل الشاق، أو ربما حياة كاملة".
تصدق هذه الحكاية على حياتك أنت كذلك. أحد أهم التحركات الذي يمكنك اتخاذه حتى تظل إيجابياً ومتفائلاً هو أن تستعد مسبقًا على المستوى العقلي، والمالي، والبدني. أمعن التفكير فيما قد يحدث، وضع الخطط لتكون مستعدًا للفرص. أعد الخطط، وضع مدخرات المال جانبًا لكي تجعل عواقب الأزمات المالية في حدودها الدنيا، أو تتخلص منها تمامًا. إن هذه الطريقة من التفكير، وفي التخطيط مسبقًا لكل جانب من جوانب حياتك، تعد علامة على أنك شخص متفوق.
سؤلان سحريان
إليك هذين السؤالين اللذين يمكن لك طرحهما لكي تحول الفشل إلى نجاح. وإنني أسميها سؤالين سحريين لما لهما من قوة غير معقولة في تحسن حال حياتك. يمكن لك طرحهما، والانتفاع بهما بعد كل تجربة.
السؤال الأول هو : " ما الصواب الذي قمت به ؟ " فبصرف النظر عما قمت به، أو نتيجة، سواء كانت نجاحًا أو إخفاقًا، ينبغي أن تقوم باستجابة عقلية فورية للحدث، وتقدر كل شيء صوابًا قمت به في هذا الموقف.
حتى أذا آلت الأمر مآلاً سيئًا، بل حتى ولو أخفقت إخفاقًا تاماً، فدائمًا ثمة أمور قمت بها كانت صائبة. إذا استطعت أن تعزل الجوانب لأدائك ودونتها كتابة، فسوف تقوم ببرمجة مسبقة لعقلك حتى يكرر الأشياء الصائبة التي قمت بها في الموقف المشابه التالي.
السؤال السحري الثاني هو: " ما الذي سأقوم به بشكل مختلف؟ " وهو سؤال ممتاز؛ لأنه يرغمك على التفكير بشكل إيجابي بشأن ما حدث، وكيف يمكن لك أن تحسن من أدائك. اسأل نفسك إذا كان عليك أن تقوم بالأمر من جديد، ما الذي ستغيره حتى تحسن من أدائك أو سلوكك في هذا الموقف، وما الذي ستقوم به بدرجة أكثر، أو ستقوم به بدرجة أقل؟
تأكد من كتابة أجابتك، لكي تضمن التقاطها قبل أن تنساها. وفي كل مرة تجرب فيها القيام بشيء جديد أو مختلف، فلتجلس على الفور ومعك ورقة وقلم، وأجب عن هذين السؤالين: " ما الصواب الذي قمت به ؟ " و " ما الذي سأقوم به بشكل مختلف؟ " فكل من هذين السؤالين إيجابي، وكل منهما يستدعي استجابات إيجابية. ومن شأن إجاباتك أن تهيئك، على مستوى عقلك الواعي وعقلك الباطن، لتحسن أداءك في المرة التالية أكثر وأكثر. وكل المجموعتين من الأجوبة ستحتفظ بتركيزك منصباً على التحسين، وليس على عض بنان الندم.
المفضلات