ما مقدار المال الذي يكفيك؟

ترك إرثك
" أعظم استخدام لحياتك هو أن تقضيها في فعل شيء يدوم حتى بعد وفاتك"
-" ويليام جيمس" .


بصفتي محاضراً محترفاً، دائماً ما أقابل أشخاصاً من جمهوري يخبرونني أنهم حققوا تقريباً كل أهدافهم في الحياة ومع ذلك لا يزالون يفتقرون للسعادة. ولا يبدو هذا معقولاً. ربما لا تكون سعيداً كما تود أن تكون. إن نظريتي هي أننا جميعاً واقعون في وهم جعلنا نعتقد أن الحلم الأمريكي يتلخص في قيادة أفضل سيارة، والسكن في أفخر المنازل، وارتداء أفخر الملابس وهكذا. لكني أعتقد أن هذه الأشياء التي نسعى إليها لا تجعلنا سعداء؛ فبعد أن نخبو الفرحة الأولية لشراء هذه الأشياء، نظل على شعورنا بعدم الرضا. قال لي والدي ذات مرة: " كلما ازدادت مقتنياتك، قلت حريتك" . في ذلك الوقت كنت في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمري، ولذا لم أصدقه بالطبع. لكن بعد عشرين عاماً، بدأت أرى الحقيقة فيما قال. لماذا يشعر الكثيرون بالتعاسة بينما نعيش في فترة رخاء لم يُشهد مثلها من قبل؟ أعتقد أن هذا يعود إلى كوننا برمجنا أنفسنا على العمل لأسباب خاطئة. ما الوقت المناسب للتوقف عن السعي خلف المال والبدء في السعي خلف الحرية والسعادة والفرح والإشباع؟ أنت وحدك من يستطيع إجابة هذا السؤال. لماذا يفشل الكثيرون في الحصول على السعادة رغم تمتعهم بالثروة طيلة حياتهم؟ بل ربما تجدهم يفتقدون كذلك للعب والإشباع وراحة البال.


الطمع والمادية
أعتقد أن الكثيرين لا يجدون الإشباع لأنهم يسعون وراء الأشياء الخاطئة. فهم يسعون خلف المال بدلاً من السعادة. اسأل نفسك هذا السؤال: ما مقدار المال الذي يكفيك؟ دعني أوضح مقصدي. وفقاً لما يظهر في جميع وسائل الإعلان والتسلية، فإن الناس يجدون السعادة فقط حين يعيشون في منازل فخمة ويركبون السيارات الرياضية ويرتدون أرقى الملابس ويأكلون في المطاعم الفاخرة. وأنا أرى أننا مبرمجون على هذا الاعتقاد منذ اللحظة الأولى التي بدأنا نشاهد فيها التلفاز. نعم، نحن نحتاج المال لكي نعيش، لكني أعتقد أنه من المحال أن يكون المال أكثر أهمية من:
• العائلة
• الصداقات
• الأطفال
• الصحة
• العافية
• راحة البال
• السعادة


وحين تختلط علينا أولوياتنا، سوف يعاني كل من عائلاتنا وصداقاتنا وأطفالنا وصحتنا نتيجة لذلك. تدبر المقولة التالية: " المال خادم جيد، لكنه سيد سيئ" . رغم كل ما نراه على شاشات التلفاز والسينما، فإن الحياة ليست سباقاً نحاول فيه معرفة من استطاع تجميع أكبر قدر من الدمى والثروات: فمثل هذا النوع من السباقات لا يمكن أن يوجد فيه فائز. فلابد أن يكون هناك شخص يملك أكثر منك من حيث الوقت والألعاب والمال. والأهم من ذلك أن السعي وراء المال شيء فارغ من معناه -فإن حققت الثراء على حساب صحتك ووجدت نفسك تعيساً، فاعلم وقتها أنك لم تحقق شيئاً. أعتقد أنه عليك أن تسعى وراء الحياة التي تحلم بها، بدلاً من حرصك على السعي وراء منزل أحلامك أو سيارة أحلامك أو أي ممتلكات تحلم بها.