يسحرنا الشخص القوي، فنتمنى أن نصير مثله، بل ونتماها ونندمج معه في كثير من المواقف... تبهرنا المجتمعات القوية حتى إننا لنرمي بأنفسنا إلى التهلكة من أجل أن نصبح من سكانها، لكن لماذا نحن لسنا أقوياء!؟ ألم نبذل الجهد الكافي من أجل ذلك!؟ أم أن الأمر لا يتعلق بجهد، وإنما بتقنيات تختصر المسافات؟ هل ضللنا الطريق إذن؟ هل للقوة قواعد، ومقدمات، إذا التزمت حققت النتائج المتوخاة منها حتما؟ جاء في التنزيل:"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، وفي الحديث:"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"، والقوة كما تكون في البدن، تكون في العقل، وفي النفس، وغيرها، قال الله سبحانه:"يا يحيى خذ الكتاب بقوة" أي بجد، واجتهاد، وحفظ له، والتزام بما فيه. الأقوياء هم سادة الناس، وهم القادة، والقدوة أيضا، لذلك تجد الناس عامة، والشباب على وجه الخصوص يتطلعون إلى محاولة التأسي بهم، لعلهم يصيرون يوما ما مثلهم؛ سأل أحدهم الحكيم الياباني كوشيدو كوندو: ماهو الشيء الذي ينقصني لكي أكون حكيما مثلك؟ فأجاب الحكيم: الرغبة المشتعلة. تلك إذن هي مفتاح القوة؛ الرغبة المشتعلة، وهي نفس الإجابة التي أدلى بها العالم والكاتب الدكتور روبرت شولر عندما سأله أحد الشباب: كيف أكون كاتبا ناجحا ومرموقا مثلك؟ لكن الشاب أراد التفصيل: كيف تكون لدي رغبة مشتعلة؟!! أجاب الدكتور شولر:"عندما تفكر في الكتابة قبل النوم، وتفكر في الكتابة أول شيء في الصباح، وتفكر في الكتابة، وتتكلم عنها في كل فرصة ممكنة... الرغبة المشتعلة معناها أن يصبح الشيء الذي تريد تحقيقه مسيطرا تماما على أفكارك، أن تصبح تتنفسه، ويسير دما في عروقك، ومتيقن أن الله لا يضيع "أجر من أحسن عملا". القانون الثاني الثقة بالنفس: سألت أحد الخبراء في مجال التنمية الذاتية عن أكبر مشكلة يعاني منها الشباب فأجابني: قلة الثقة بالنفس، وضعف تقدير الذات، وهي مشكلة تكاد تكون عامة، كما يؤكد ذلك المتخصصون في هذا المجال، إنه جهل بالقدرات اللامتناهية التي يتمتع بها الإنسان، الذي خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته، واستخلفه في الأرض، وسخر له ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه، يقول جاك كانفيلد و مارك فينسن:"نحن جميعا متساوون في أننا نملك 18 مليون خلية عقلية، كل ما يلزمها هو التوجيه"، ولهذا يقول أحد الحكماء: كل ناجح قابلته قال لي ذات الجملة: لقد تغيرت حياتي إلى الأفضل حين بدأت أثق في قدراتي و في نفسي. القانون الثالث التركيز: بعض الشباب من شدة حرصهم على الخير، يريدون أن يفعلوا كل شيء، ويدخلوا من كل الأبواب، ويضربوا لهم بسهم في كل الاتجاهات، فيؤول هذا إلى تشتيت جهودهم، فلا يتمنكوا من إتقان أيا من المجالات التي ندبوا أنفسهم لها، وهذا ناتج عن عدم تخطيطهم الدقيق، وعدم تحديدهم لأهدافهم بوضوح، وعدم تمكنهم من ترتيب أولوياتهم في الحياة، أو كما يقول الدكتور صلاح الراشد: إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل. القانون الرابع الإنجاز: كل الخطط تبقى أحلام، تحتاج لمن يُؤَوِّلها، ويُصيِّرها حقائق واقعية، وعليها أولا أن تكون حقائق في الذهن، قبل أن تصير حقائق على الأرض، كما في الحديث:"ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة"، أو كما يقول الحكيم الصيني:"يجب أن ترى في ذهنك الشيء الذي تريد أن تحققه، قبل أن تراه في الواقع"، ومن المهم كذلك أن تسعى إلى تحقيق نتائج صغيرة في البداية، تعطيك دفعة، لكي تصعد في سلم النجاح بعد ذلك درجة درجة.