عندما كنا صغارا, كان آباؤنا يعملون بجد كبير ليعتنوا بنا جيدا. ولعدة أسباب, وجدنا أنفسنا في ظروف مالية ضيقة للغاية إنني أتذكر ذات مرة عندما لم يكن معنا نقود. وكانت الأشياء تبدو قائمة حتى أحضر شخص معين صندوقا ممتلئا بالبضائع المعلبة وديكا روميا. وقال الرجل الذي أوصله: إن هذه الأشياء من شخص يعرف أننا لن نطلب أي شيء وأنه يحبنا ويريدنا أن نحظى بعيد جميل,
ولم أنس هذا اليوم مطلقا, ولذا, فإنني في كل عيد أفعل ما فعل هذا الشخص معي ذلك اليوم, إنني أخرج وأشتري طعاما يكفي أسبوعيا وأعطيه لعائلة محتاجة.

وأسلم هذا الطعام كما لو كنت عاملا أو فني توصيل الطلبات, وليس على أنني الشخص الذي يعطي الهبة أبدا. ودائما أترك ملحوظة تقول (من شخص يهتم بكم ويتمنى أن يأتي يوم تهتموا فيه بأنفسكم, حتى تتمكنوا من الخروج ورد الجميل لشخص آخر يحتاج) لقد أصبح ذلك من أولوياتي (إن رؤية وجوه الأشخاص عندما يعلمون أن شخصا ما يهتم بهم تصنع فرقا هو كل ما تدور حوله الحياة) وفي أحد الأعوام, أردت أن أقدم الديوك الرومية في هارلم, ولكن لم يكن عندنا عربة نقل مغلقة أو حتى سيارة خاصة. وكانت كل الطرق مغلقة. وقال فريقي (لن نستطيع فعل ذلك هذا العام. وقلت لهم (لا سوف أفعل ذلك, وسألوني: كيف ستفعل ذلك؟ انك لا تملك عربة (فان) للقيام بعملية التوصيل.

وقلت إن هناك الكثير منها في الطريق, وكل ما نحتاجه أن نجد واحدة يمكن أن توصلنا. وبدأت في التلويح للسيارات, وهذا شيء لا أنصح به في نيويورك. فالكثير من السائقين هناك يعتقدون أنهم في مهمة للتفتيش والتحطيم, وحقيقة أننا في العيد لم تغير من الأمر شيئا.

ولذلك فقد ذهبت إلى إحدى إشارات المرور وبدأت في النقر على نوافذ السيارات, وأقول: أنني سوف أعطيهم 100 دولار إذا أوصلونا إلى هارلم. وعندما لم ينجح ذلك بشكل جيد, غيرت من عبارتي قليلا, وأخبرت الناس بأنني أريد أن أخذ ساعة ونصف الساعة من وقتهم لتوصيل الطعام إلى المحتاجين في منطقة فقيرة في المدينة, وقد جعلنا ذلك قريبين قليلا مما نريد كنت قد قررت الذهاب في عربة طويلة وكبيرة بدرجة كافية لنقوم بتوصيل كمية كبيرة.

وبالفعل ظهرت تلك السيارة الجميلة ذات اللون الأبيض, وقد كانت طويلة جدا ولها مقطورة بالخلف, وقلت: إنها تلك وجرى أحد رجالي عبر الشارع, ولحق بها أثناء الإشارة ونقر على النافذة. وعرض مبلغ ال 100 دولار إذا ما قام بتوصيلنا. ولكن السائق قال انظر لست مضطرا لأن تدفع لي فإنني سأكون سعيدا بتوصيلكم. لقد كان هذا هو الشخص العاشر الذي نجرب معه. ثم مد يده وأخذ قبعته وارتداها. وكان مكتوبا عليها جيش الإنقاذ. وقال إن اسمه الكابتن (جون رونددون) وأنه يريد أن يتأكد أننا أوصلنا الطعام لمن يحتاجون حقا.

ولذلك بدلا من توصيل الطعام لهارلم فقط, فقد ذهبنا إلى ساوث برونكس, والتي تعد واحدة من أكثر المناطق المنكوبة في الدولة. وقمنا بقيادة السيارة عبر الأراضي الشاغرة والمباني المتفجرة, وذهبنا إلى محل خضروات في ساوث برونكس, حيث اشترينا الطعام وأوصلناه للمقعدين واللاجئين في المدينة والمشردين والأسر التي تسارع من أجل حياة كريمة.










المرجع: قدرات غير محدودة
اسم الكاتب: انتوني روبنز
رقم الصفحة: 506-508
دار النشر: مكتبة جرير
كلمات مفتاحية: التواصل- قيمة العطاء - احترام الآخر
أرسل بواسطة: بهاء الشيخ علي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=56