هل تدرك أن تغيير صورة مجازية واحدة من (الحياة هي منافسة) إلى (الحياة لعبة) يمكنه أن يبدك تجربتك في اليحاة عابرة عن حركة راقصة؟ هل يغير ذلك من الطريقة التي تؤدي بها عملك؟ لابد أنك تستطيع ذلك * وهذا مثل على النقطة المركزية, أو التغيير الشامل الذي يجعل اجراء تغيير واحد من شأنه أن يحول الطريقة التي تفكر وتشعر بها في مواضع متعددة من حياتك لست أقول أن هنالك سبلا صحيحة وأخرى خاطئة في النظر لى الأمور: ما عليك إلا أن تدرك أن تغيير صورة مجازية شاملة واحدة يمكنه أن يحول الطريقة لتي تنظر بها إلى مجمل حياتك وشأن القاموس التحويلي فان قوة التعابير المجازية هو في سهولتها وبساطتها، كنت منذ سنوات أنظم برنامجا دراسيا مدته أسبوعان يمنح المشاركون فيه شهادة بعد انتهاء الدورة وذلك في مدينة سوكتسديل في ولاية أريزونا الأمريكية.

وفي منتصف الدروة قفز رجل من مكانه وأخذ يوجه طعنات بيديه الفاغتين إلى الموجودين وكأنه يحمل سكينا وهو يصبح بأعلى صوته (انني أنطفئ.. السواد يغمرني (التعبير الأصلي بالانجليزية I AM BLACKING OUT وهو يعني فقدانا مؤقتا للبصر أو الوعي أو الذاكرة وهو في الأصل مأخوذة من كلمة BLACK أي أسود) وحينذاك صرخ طبيب نفساني كان يجلس على بعد صفين منه (يا الهي لقد أصيب بانهيار نفساني * غير أنني لحسن الحظ لم أتقبل المسمى الذي ألصقه الطبيب النفساني, وكل ما كنت أعرفه هو أن علي أن أبدل وضعية الرجل المستثارة على الفور. لم أكن حينذاك قد طورت مفهوم الصور المجازية الشاملة , وكل ما كنت أعرفه هو أن علي أن أفعل أفضل ما يمكنني. ولذا عمدت إلى تعديل نمطه. اتجهت نحوه وصرخت: (بيضه فورا !) استعمل تلك المادة المبيضة التي تستعملها حين تطبع أو تكتب! بيضه! ذهل الرجل للحظة توقف عما يفعله كما توقف الجميع ليراقبوا ما سيحدث بعد ذلك، في غضون لحظات تغيرت سمات وجهه وجسمه وتبدلت نوعية تنفسه. قلت: (بيض كل شيء حسنا, اجلس) وتابعت الحلقة الدراسية. بدا الجميع ذاهلين, بل انني في الواقع دهشت من أن هذا الأسلوب نجح بكل تلك السهولة! وبعد يومين اقترب مني هذا الرجل وبادرني قائلا: (لست أدري لماذا حدث كل ذلك, غير أنني كنت قد بلغت الأربعين في ذلك اليوم وفقدت أعصابي. شعرت بالرغبة في الطعن لأنني كنت أحس بالسواد يلفني ويكاد يبتلعني ولكنني حين وضعت ذلك المبيض عاد كل شيء يتألق من جديد. اختلف شعوري كليا وأخذت أفكر في أمور أخرى وأنا أشعر الآن بأنني في وضع حسن (وقد ظل يشعر أنه في حالة حسنة طيلة فترة الحلقة الدرسية, بمجرد تغيير تعبير مجازي بسيط).









المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنةالنشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 246-247
كلمات مفتاحية: قوة التعابير المجازية – تغيير التصورات الداخلية
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=242