إن الشخص الناجح يعرف طرازه الخاص، وهو يستغل بذلك نقاط قوته ويتجنب الضغط على نقاط ضعفه، كما أن الشخص الناجح بحق يعمل أيضا على تحسين مواطن ضعفه، وذلك عن طريق اعادة تأطير ضعفه في أشارة لسعيه لتعلم جديد.

أحيانا نرى أن الميراث الأخلاقي المحافظ هو الذي يدفعنا للتركيز على نقاط الضعف بدلا من التركيز على نقاط القوة فقط،و كأن هناك مسؤولية أخلاقية تحث الفرد على بذل كل الجهد في الأمور الصعبة بدلا من الاكتفاء بتوجيه طاقتنا الى أمر آخر, يبدو هذا متماشيا مع عادة التهوين من شأن ما نجيد عمله أو ما يبدو لنا سهلا و كأنه شيء عديم القيمة.

وعلى الرغم من ذلك فقد خلصنا من خلال دراستنا لسر تفوق الشخص في مجاله ،أن التفوق هو أحد الأشياء التي يحققها الفرد بدون أن يبذل جهدا، أو الذي بدا سهلا بالنسبة للشخص الذي أحرز تفوقا حتى ان كان قد بذل جهده لكي يناله.

واليك بعض الأمثلة

لنا صدبق يعمل محاميا، وهو حريص وشديد التدقيق ومنمق. انه محام جيد وجذاب ومتواضع، ومن هواياته الأساسية التنقيب عن الآثار، وهي موهبة تتطلب عناية وتدقيقا وتنميقا؛ وهو يؤثر في عطلة نهاية الأسبوع توظيف هذه المواهب الربانية الطبيعية والعمل في مواقع التنقيب المحلية. وقد طغت عليه هذه الهواية و سمحت له بأن يعبر عن مواطن قوته بشكل مختلف. ولم لا؟

في المقابل، كانت هناك سيدة في الأربعينات حضرت الينا بغرض التدريب، وكانت تسعى لطلب المساعدة للعثور على وجهة جديدة في حياتها. ومنذ أن بدأت تعمل، كانت تساعد غيرها من خلال مواقع متعددة، وذلك من خلال موقعها كعاملة غير متدربة في مجال الرعاية الاجتماعية، ثم بدأت تعمل كأخصائية اجتماعية بعد اتمامها التدريب.

وفي الوقت الذي بدأت فيه تحضر جلسات التدريب، كانت تدير فريقا من العاملين في ضيافة سكني، وكانت قد نجحت في التكيف على نحو جيد مع صغار المقيمين بالنزل ممن لا مأوى لهم، وكانت تجد صعوبة شديدة في ادارة الفريق. لقد كانت ملتاعة ومرتعدة من تشكيل الفريق القادم في عطلة نهاية الأسبوع.

لقد ساعدناها على رسم صورة لطرازها، وبالتالي أصبحت تدرك أن أكثر الأشياء امتاعا لها هي العمل وجها لوجه مع شخص و احد فقط سواء مع العملاء أو طاقم العاملين بهدف تشجيع تقدمهم في العمل.لم تكن ترغب يوما في أن تصبح مديرة، على الرغم من أنه قد تم اختيارها بشكل تلقائي وطبيعي لشغل هذا المنصب نظرا لكفاءتها وسداد بصيرتها وارتياح الناس لها.

عندما طلب منها "ايان" أن تصف حالتها عندما تتعرض لتحد ما، أجابته قائلة ان التحدي يجعل قلبها ينقبض وهنا، كما كان يحدث لها دائما عندما كانت تقول لها أمها أنها عديمة الجدوى. وقد ذكرت أنها لا تذكر أن والدتها قد أثنت عليها في يوم من الأيام، وانما كانت دائمة النقد ودائمة الاشارة الى ما لا تجيده. وقد أدركت بوصفها راشدة الآن ان أمها كانت تفتقر للسعادة ( وتعاني على الأرجح من اضطراب في الشخصية)، غير أن هذا لم يحسن من حالة تلك المرأة بحال. أما هي فقد شغلت من خلال عملها مناصب صعبة تضعها على خط المواجهة حيث بلغت ذروتها في الوظيفة الأخيرة التي وصلت اليها. وقد ذكرت أنها تشعر أنها يجب أن تتخطى نقاط ضعفها وأن تتعلم كيف تواجه الصراع و تقابل النقد.

بالنسبة لهذه العميلة، فان نتيجة التدريب قد جعلها تشرع في تقبل فكرة أنه لا بأس من الانسحاب من موقف المواجهة، أي أنه لا ينبغي عليها أن تبقى معرضة للنقد والتحدي والشعور بالافتقار الى القيمة على هذا النحو لأكثر من ذلك. وقد نجحت في دعم حسها فيما كانت تجيده بالفعل، وقررت بناءا على ذلك الشروع في البحث عن وظيفة أخرى تسمح لها باستغلال مواطن قوتها بدلا من العيش تحت ضغط نقاط ضعفها.

ان أهم ما تعلمته هذه السيدة من خلال هذه التجربة هو أن أسلوب المرء وكيفية استغلاله ليس له أي علاقة بالقضايا الأخلاقية؛ فأنت حر في الاختيار. والسؤال هنا: هل يمكنها أن تغير مشاعرها في مواقف العمل مع الفريق اذا استخدمت تقنيات البرمجة اللغوية العصبية؟ والاجابة هي: نعم بلا شك. ولكن في هذه الحالة شعرت العميلة أنها لا يجب أن تواصل الضغط على نفسها لعمل ما لا تحب. وقد أصبحت أكثر سعادة فيما بعد بدورها الجديد كاستشارية شخصية، وقالت انها قد أصبحت مستعدم الآن لمواجهة تجارب الماضي.







كتاب مدرب البرمجة اللغوية العصبية
الدليل الشامل لتحقيق السعادة الشخصية و النجاح المهني
ايان ماكديرموت _ ويندي جاجو
THE NLP COACH-A COMPREHENSIVE GUIDE TO PERSONAL WELL-BEING & PROFESSIONAL SUCCESS
IAN McDERMOTT & WENDY JAGO&
الجزء الرابع الأبعاد الخمسة للنجاح
الفصل السابع امكاناتك
طرازك ص 176_179
مكتبة جرير اعادة طبع الطبعة الأولى 2005
الكلمات المفتاحية: طرازك-نقاط القوة-نقاط الضعف-ادارة الفريق-المثبتات-البرمجة-التحدي-حرية الاختيار
ارسل بواسطة: شرقي نادية أمال
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=736