غالبا ما يرى الإنسان العادي الأمور من وجهة نظر واحدة – وجهة نظره عادة- أما الشخص "العبقري المبدع" فيمكنه رؤية الأمور من خلال عدد لاحصر له من وجهات النظر و الزوايا و الرؤى المختلفة وتعد هذه القدرة خاصية ضرورية من خصائص العبقرية في مجالات ذات اختلافات واسعة و متنوعة مثل الشعر و التمثيل و التعليم و القيادة؛
واليك قصة حالة "ماريا مونتيسوري عاشت الايطالية الشابة المثيرة للإعجاب"ماريا مونتيسوري" في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وقد توصلت إلى فكرة جديدة لم يسبقها إليها أحد، ولقد تميزت بأنها أول امرأة في ايطاليا تحصل على درجة في الطب والتي حصلت عليها منذ مائة عام. كانت ماريا مهتمة بصفة خاصة بالأطفال، وبينما كانت تزور رياض الأطفال والمدارس الابتدائية لاحظت أمرا غير -بفضلها- من نظرة العالم لتعليم النشء.
حيث لاحظت أن كل شيء في المدارس قد تم تصميمه وفقا لوجهة نظر البالغين وأن العملية التعليمية تسير وفقا لوجهة نظرهم أيضا: فالمقاعد كبيرة جدا وحادة وثقيلة للغاية، وكان هناك نظام العسكرية الصارم، فقواعد السلوك كانت تقوم على أساس النظام الحازم؛ وكانت الألوان إما غير موجودة أو أنها تعبر عن الرسميات بطريقة باهتة؛ ولا وجود للطبيعة، وكانت القاعدة هي الصمت، وطرح الأسئلة أمر محظور، وكانت القراءة والكتابة والرياضيات هي المواد الوحيدة المقررة مطلقا ولا وجود للمواد التي تهتم بالجانب الإبداعي!
فتخيلت ماريا نفسها وهي تفكر بنفس عقلية الطفل ذي الأربعة أعوام، وقامت بخلق عالم جديد لهم: حيث صممت المقاعد في مدارس"مونتيسوري" لتناسب أجسام الأطفال الصغيرة، وتم تزيين الحجرات الدراسية بالألوان والأشياء الجميلة المنظر وقطع النسيج المختلفة والعطور المتنوعة، وأصبحت الطبيعة جزءا من حجرة الدراسة في شكل أنواع مختلفة من النباتات وأحواض الأسماك والحيوانات الأليفة؛ وأتيحت الفرصة كاملة أمام كل عقل صغير باحث عن الإبداع ليكتشف نفسه ويعبر عنها ويطورها. وعن طريق شخص واحد نظر إلى الأمور من زوايا مختلفة بدأت العملية التعليمية في العالم بأسره في التغير الجذري.
قصة حالة "الاسكندر الأكبر"
كان "الاسكندرالأكبر" الذي اكتسب شهرة كأعظم قائد عسكري في عصره نتيجة إبداعه الذي لا حدود له في ابتكار الحلول العسكرية وأساليب إدارة المعارك الحربية، عبقريا في رؤية الأمور ليس من وجهة نظر البشر فقط ولكن من وجهة نظر الحيوانات أيضا.
وحدث ذات مرة أن أتي بالحصان العملاق بوسيفلوس إلى"الاسكندر"، ولم يستطع أحد ترويض و امتطاء ذلك الحيوان من قبل، وكان الجميع يتساءلون إذا ما كان "الاسكندر" الأكبر"سيجد في النهاية من يضارعه في القوة و الذكاء.
كلا لم يجد!
فعلى عكس الآخرين الذين حاولوا مجرد استخدام القوة المفرطة ضد ذلك الحصان العملاق، حاول "الاسكندر" أن يفهمه، وأدرك أن "بوسيفلوس" كان يخاف من شيء واحد ألا و هو ظله. لذا أمسك "الاسكندر" بالحصان و أدار وجهه في مقابلة الشمس، وعندما تلاشى ظله أصبح بوسيفلوس أكثر هدوءا و استطاع "الاسكندر" امتطاءه وترويضه.
اسم الكاتب: توني بوزان
اسم الكتاب: قوة الذكاء الابداعي.
الفصل السابع: المرونة و الأصالة الابداعية./رؤية الأمور من زوايا مختلفة.
قصة حالة "ماريا مونتيسوري".ص 153
قصة حالة "الاسكندر الأكبر" ص155
دار النشر: مكتبة جرير
رقم الطبعة وتاريخ النشر: الطبعة الثانية/2005
الكلمات المفتاحية: الخارطة ليست هي الواقع- الإبداع- الابتكار- الذكاء- التفكير بشكل مختلف.
أرسل بواسطة: شرقي نادية آمال
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/arabic/modules/stories/detail.thtml?id=701
المفضلات