عزوف الكثير من الطلاب عن تعلم العلوم بات مشكلة عالمية ومحلية تؤرق المعنيين بالأمر ومرد ذلك يرجع لطريقة تعليم العلوم فالعلوم يطرح على أنه كم مصمت من المعلومات الصماء المطلوب حفظها واستظهارها ويطرح العلم على الطلاب كمادة معرفية دون سياقاتها التاريخية والإنسانية والاجتماعية فمعظم مناهج العلوم في عالمنا العربي لا تتطرق بحال من الأحوال إلى تفاعلات العلم مع التكنولوجيا والمجتمع والبيئة، ولا تتطرق لطبيعة المسعى العلمي وقوانينه وكيف يعمل العلماء مع بعضهم البعض، كم يقل التطرق لعمليات العلم نفسها وتلك الممارسات التي يمارسها العلماء في سبيل الوصول للمعرفة العلمية، وتعتبر القضايا الاجتماعية العلمية من أهم القضايا التي تضفي على العلم حيوية ورشاقة وتجعله قريبا من حياة الطلاب وتجعلهم يهتمون بمعرفة المزيد، إن العلم ينبغي أن ينطلق من حياة الطلاب وأن يتناول قضايا حيوية تهمهم لكيلا يشعرون بالملل والسآمة من تعلمه فيعمدون لتعلم ما يعتقدون أنه أيسر وأبسط.