لاشيء ينجح أبداً ما لم تساعده المعنويات الفياضة لكي يثمر (نيتشه)

منذ عدة سنوات كنت أعمل عميدة لمدرسة لانسيج للتمريض وعلوم الصحة والتربية في كلية بيلارمين بلويسفيل بولاية كنتاكي وكانت المدرسة مقامة على ربوة وكافة المنشآت الإدارية والأكاديمية على ربوة أخرى وفي أحد الأيام من شهر يناير الماضي حدثت عاصفة ثلجية قوية تبعها هطول الجليد وقد قام طاقم صيانة الأرض بعمل بارع في تنظيف الجزء الرئيس من ساحة الجامعة ولكنهم غفلوا عن تنظيف هضبتها ومدرسة لانسيج وعند وصولي إلى المكتب, وجدت نفسي في مواجهة مائتي طالب في حالة غضب, واثني عشر من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة في حالة هستيرية, بالإضافة إلى أربعة من أعضاء هيئة الإدارة, حيث لم يتم تنظيف لا الربوة ولا مكان انتظار السيارة.

واجهت هذا الموقف منذ شهرين وحينما اتصلت وحدة الإنقاذ وأخبروني بأنهم سيصلون إلينا عند استطاعتهم ذلك، حينئذ طلبت من مديرة مكتبي أن تعد أمر شراء, وصيغة الطلب شيك ثم قمت بطباعة أمر شراء زحافة متحركة من سويسرا وفي حقيقة الأمر لم تكن لدي أدنى فكرة حول تكلفة شراء الزحافة المتحركة الصغيرة فوضعت مبلغ ستمائة ألف دولار واعتقدت أنه يمكنني الحصول على شيء بهذا المبلغ ثم طلبت مبلغ ستين ألف دولار كتأمين. وقد واجهتني مشكلتان عاجلتان وهما: رغبتي في تنظيف الربوة وتقليل مستوى الضغط العصبي لدى الجميع، وحتى يومنا هذا لم تكن لدي فكرة حول إجراءات مثل هذا النوع من الصفقات لكن لم يكن هذا هو المهم فقد أعددت كل شيء.

وصورت النماذج ثم قمت بإرسال نسخة منها من خلال المدرسة. ثم نقلت الطلبات المبالغ فيها باليد مباشرة لمكتب نائب الرئيس التنفيذي, حيث إنه كان المسؤول عن عمليات وحدة الإنقاذ وقد أخبرت مديرة مكتبه أن هذا بالغ الأهمية وفي حاجة إلى رد فوري. وفي خلال دقائق من عودتي إلى المكتب تلقيت مكالمة هاتفية غاضبة من نائب الرئيس التنفيذية يقول بصوت مدو: هل فقدت عقلك؟ نحن لا نستتطيع تحمل ذلك, من الذي خول لك أن تطلبي شراء زحافة متحركة؟

فأجبت بحلم: أنه الرئيس وقيل لي: إنه أغلق الهاتف بقوة وانحدر عبر الردهة ممسكاً بالطلب في يده يكاد ينفجر من الغيظ واقتحم مكتب الرئيس متسائلاً: هل أنت المسؤول عن ذلك؟ فأخذ الرئيس الذي كان يعرفني تمام المعرفة يقرأ أمر الشراء حينئذ رفع رأسه بهدوء وقال: إنك لم تقم بتنظيف ربوتها أليس كذلك؟ فغمغم نائب الرئيس: لماذا لم تقل ذلك فحسب؟ فضحك الرئيس قائلاً: لقد استطاعت بالفعل أن تجذب انتباهك أليس كذلك؟ وفي خلال عشر دقائق كانت كاسحات الثلج وشاحنات الملح فوق ربوتنا, ووقف الجميع في النوافذ ضاحكين ومبتهجين.










اسم الكتاب: شوربة دجاج
اسم المؤلف: جاك كانفيلد-مارك هانس –مارتن روت –تم كلاوس
دار النشر: مكتبة جرير
تاريخ الشر: 2002
رقم الطبعة: 1
رقم الصفحة: 161-162
الكلمات المفتاحية: التغلب على العقبات - المرونة - التفكير بطرق أخرى
أرسل بواسطة: فاطمة بكداش
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=593