يقول ROGER: بعد أن حاضرت عن الرسالة، والأدوار، في محاضرة من المحاضرات، سألت أحد المشاركين إن كان في إمكانه القيام بعملية وضع الأهداف بمشاركتي وأمام الحاضرين، فوافق.
قلت له: الآن اختر أي دور تحب.
أجاب: دور الأب.
سألته: ما أهم الأهداف التي يمكنك تحقيقها في هذا الدور؟
أجاب: تحسين العلاقة مع ابني البالغ من العمر أربعة عشر عاماً.
سألته: لماذا؟
أجاب: لأن علاقتنا ليست كما يجب.
سألته: ولماذا تود تحسينها؟
أجاب: لأنه يواجه العديد من التحديات مع زملائه. وأراه يسير في اتجاهات غير منتجة، إنني أشعر أن من واجبي أن أكون قريباً منه في هذه الفترة من حياته.
سألته: لماذا؟
أجاب: كي أضمن أن يبقى منتجاً، وفي الطريق الصحيح.
سألته: لماذا؟
أجاب: لأساعده.
سألته: لماذا؟
عند هذا الحد شعرت بأنه بدأ يضيق، ولكنه..
أجاب: لأنني أبوه، إنها مسؤوليتي!
سألته: إذاً لماذا تريد القيام بذلك؟
كان الضيق قد بدأ واضحاً على وجهه. وبدأ في الرد: بسبب...... بسبب......
كان هناك اثنان من الحاضرين، لم يحتملوا الجلوس أكثر من ذلك، فانتفضوا واقفين مرددين في نفس الوقت "لأنك تحب ابنك...!" . كان ذلك واضحاً على وجه الأب. كان ذلك واضحاً في كلماته. كان من الواضح أن كل الحاضرين شعروا بذلك الحب العميق الذي يحمله هذا الأب لابنه. ربما لم يكن في استطاعته التعبير عن ذلك. وربما بسبب جو المحاضرة، أو ربما لأنه لم يتصل بعمق، وبما فيه الكفاية، بهذه العاطفة الموجودة داخل نفسه. في اللحظة التي قال فيها هذان الاثنان كلمتهما انفرج وجه الأب بابتسامة خجولة، وصاح: هذا صحيح.. إنني أحبه! بعدها أحس كل الحاضرون بالقوة، والأمان، يشملان كيان هذا الرجل.

دون هذا الاتصال العميق بالذات من الداخل، سنستمر في الحياة مكبلين ذواتنا بأعباء تحقيق أهداف معينة، مصممين للوصول إلى خط لنهاية بكل الآلام، والجراح، حتى لو كانت آخر ما نقوم به في هذه الدنيا. في هذه الحالة نجد أن لاتصال بالذات من الداخل حيث مصدر الطاقة، والعقيدة، والخبرات. فإننا نعمل ضد مصلحنا. نعمل ونحن غير متأكدين، لماذا نريد الوصول إلى هدف ما؟ إن العهد الذي نقطعه في لحظة حماس لا توجد له القوة الدائمة المتدفقة التي تحملنا على تحقيق أهدافنا بنجاح، إن المفتاح للحماس هو الدافع، إنه كلمة لماذا.

إنه الشيء الذي يجعلنا أقوياء لحظة الشدائد. إنه القوة التي تجعلنا نقول لا في حين أن نعم! تحترق داخلنا بفعل الضغوط الاجتماعية. إذا لم يكن الهدف مرتبطاً بأعماق كلمة لماذا الموجودة داخلنا، فغالباً لا يكون الهدف الذي نسعى إليه هو أفضل الأهداف، حتى لو كان يبدو هدفاً جيد. نحن في حاجة إلى تحليل الهدف. فاتصال هذا الهدف بأعماقنا يعني أن نفكر فيه، ونحسه داخلنا، أي أن نفتح قناة تربط بين هذا الهدف وبين البصيرة الداخلية لدينا. وكلما كان الاتصال قوياً كلما بقي الحماس لتحقيق هذا الهدف متقداً.









المرجع: إدارة الأولويات
اسم الكاتب: ستيفن ر.كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2000
رقم الطبعة: الأولى
رقم الصفحة: 205-207
كلمات مفتاحية: دافع لماذا – قوة لماذا – الاتصال بالذات – تحليل الأهداف – البصيرة الداخلية
أرسل بواسطة: بهاء الشيخ علي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=88