في مواقف تصارع الجوانب الداخلية، تفترض البرمجة اللغوية العصبية أن كلا الطرفين من أنفسنا يملك دورا حقيقيا ليلعبه، وأن كل طرف يسعى لتحقيق شيئ ما بالنسبة لنا. ان البرمجة اللغوية العصبية تفترض -في واقع الأمر- أن كل السلوكيات تنطوي على نوايا ايجابية، وأن الأشياء العظيمة يمكن انجازها اذا ما كففنا عن محاولة الاعتراض على أي من هذين الجانبين، وانما عن طريق محاولة تبين ما يسعى كل جانب لتحقيقه لنا، نفس الشيئ ينطبق على الصراع بين قوة الارادة و الجانب الذي يتصدى لها. فعندما يسعى شخص ما الى انجاز نتيجة معينة موظفا قوة ارادته، فان ما يسعى لعمله في الواقع هو محاولة لفرض شيئ ما يريد تحقيقه على مستوى معين على جانب آخر يسعى لتحقيق نتيجة أخرى. ان قوة الارادة تعبر غالبا عن رغبات العقل الواعي أو مفهومها لما ينبغي عمله، أما الاعتراضات فهي تعبير عن جوانب أخرى من نفسك؛ واليك قصتين حول ذلك

لأنها تلبي احتياجاتي:

حاول "أليكس" على مدى سنوات أن يقلع عن التدخين، ولكنه كان يفشل في كل مرة. وبتطبيق البرمجة اللغوية العصبية، قرر أن يتعرف بشكل واضح على كل الايجابيات التي يقدمها له التدخين. وقد تبين له أن من بين هذه الايجابيات أنه كان ينظر الى التدخين بوصفه مكافأة؛ بوصفه تسرية عن النفس حال التعرض للضغوط، فقد كانت السيجارة تمنحه وقتا للتفكير، وشعورا بالنضج، كما كانت تعد بمثابة شيئ يمكن أن يشغل به يده حال تواجده مع الآخرين، كما أنها كانت تمنحه شكلا من أشكال الترابط والألفة مع صحبة الزملاء المدخنين الذين كانوا يجتمعون معا خارج المكاتب بغرض التدخين. وفي كل مرة كان يسعى فيها للاقلاع عن التدخين، كانت احتياجاته تقف في طريق رغبته.ولكن بالتعاون مع مدربه، تعرف "أليكس" على وسائل بديلة لتلبية هذه الأحتياجات. لقد ظل متعلقا بالسيجارة ،لكن معدل تدخينه - على الرغم من ذلك -بدأ يقل الى أن توقف نهائيا.

حتى الاجابات التي يمكن أن تبدو سلبية يمكن أن تكون ذات محتوى ايجابي وإليك القصة الثانية

لأنها أوشكت على السقوط ذات مرة:

كانت "ماري" - على سبيل المثال -تخشى المرتفعات. كانت هي وصديقتها شغوفتين بالتاريخ وكانتا تحبان استطلاع المباني القديمة، ولكن "ماري" كانت تعجز عن تسلق الأبراج أو السير فوق سطح الكباري ذات الأسوار الضيقة. لقد كانت تدرك تماما أنه لا خطر من هذه الأمور ولكنها كانت تعجز عن القيام بذلك على الرغم من محاولتها المضنية للتغلب على مخاوفها. وقد ازدادت الأمور سوءا لأن صديقتها لم تكن قادرة على استيعاب سبب معاناتها من هذه المشكلة وكانت تطلب منها دائما أن تكف عن هذه الحماقة.

وفي إحدى المرات وبعد جولة رائعة قامتا بها، تجمدت "ماري" في مكانها من الذعر في منتصف سلم داخلي لأحد الأبراج الضيقة الى أن تم اخراجها محمولة في النهاية وهي مغمضة العينين، عندها فقط تذكرت "ماري" كيف أنها عندما كانت صغيرة كادت أن تسقط من فوق السلم. لم تسقط بالفعل وإنما كانت على وشك السقوط. وفي كل مرة كانت تصعد فيها الى أعلى وتنظر الى أسفل، كانت هذه المشاعر تجتاحها، وكان عقلها يسعى لحمايتها بتذكيرها بأكثر الصور حيوية حتى يجنبها الخطر المحتمل.

عندما اكتشفت "ماري" أن هناك تجربة سابقة تبرر شعورها على هذا النحو،بدأت تشعر بتحسن كبير، و من ثم أصبحت قادرة على طلب المساعدة من خلال أحد محللي البرمجة اللغوية العصبية لكي تتعامل مع ما كانت تنظر اليه الآن بوصفه خوف غير مبرر، وقد طبق معالج البرمجة اللغوية العصبية معها إحدى التقنيات السريعة شديدة الفاعلية والتي تسمى "بالعلاج السريع للرهاب أو الخوف المرضي والذي ساعد العديد من الأشخاص على التعافي السريع والدائم من بعض أنواع الخوف المرضي المزمن والمثبط. لقد أدركت "ماري" أنه على الرغم من أن خوفها كان يبدو طبيعيا وملائما للموقف الذي وقع لها في الماضي، فان خوفها قد عمم بحيث تحول كل موقف يحمل ولو قدر بسيط من التشابه مع الموقف الماضي إلى مثير يعمل على استثارة نفس الاستجابة.

ومن خلال العلاج السريع للخوف المرضي، استطاعت"ماري" أن تغير من استجابتها. وفي نهاية الأسبوع التالية، كانت قد اعتلت أعلى المبنى بصحبة صديقتها التي اعترتها الدهشة، أما هي فلم تعد تشعر بالغباء بالمرة، إن أحد العوامل الهامة لاجراء مثل هذا التغير هو تقبل وجود هذا السلوك غير المرغوب به بدلا من عدم الرضا عنه أو محاولة مقاومته.









كتاب مدرب البرمجة اللغوية العصبية
الدليل الشامل لتحقيق السعادة الشخصية و النجاح المهني
ايان ماكديرموت _ ويندي جاجو
THE NLP COACH-A COMPREHENSIVE GUIDE TO PERSONAL WELL-BEING & PROFESSIONAL SUCCESS
IAN McDERMOTT & WENDY JAGO&
الفصل الثاني عشر تقدير الذات
بناء التعاون بين الجوانب الداخلية المتصارعة ص 221_223
مكتبة جرير اعادة طبع الطبعة الأولى 2005
الكلمات المفتاحية: تصارع الجوانب - نوايا ايجابية - الصراع – يقلع - تلبية الاحتياجات - مخاوف - المرتفعات - الذعر - الخوف المرضي
أرسل بواسطة: شرقي نادية أمال
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=717