((إذا كنت تظن بنفسك القدرة من عدمها، فظنك صحيح في كلتا الحالتين))
هنري فورد
هل يمكن حقا أن تؤثر توجهات المرء الشخصية تأثيرا كبيرا في نجاحه اجتماعيا؟ يجمع الكثيرون على أنها بالقطع لا تؤثر! بينما يجمع المفكرون الكبار و العديد من الدراسات على أنها قطعا تؤثر! و لمعرفة مدى أهمية التغيير الذي قد يحدثه التوجه الشخصي في الفشل (الكامل) و النجاح (الكامل) إليك قصة اثنين من الباحثين عن الحقيقة؛ وقد أقام الطالب الأول في إحدى القرى ليلة كاملة، و غادرها مبكرا في اليوم التالي في رحلة طويلة إلى القرية المجاورة التي كانت تبعد عن هذه القرية بمسافة 30 ميلا. و في طريقه قابل حكيما و وقورا و أمطره بوابل من الأسئلة عن معنى الحياة و الكون و كل شيء، و كان الحكيم صبورا و دقيقا في إجاباته عن كل الأسئلة التي طرحها عليه الشاب.
وفي نهاية استجوابه شكر الشاب الرجل الحكيم و سأله ما إذا كان يسير في الاتجاه الصحيح نحو القرية التي يقصدها و عما إذا كان الحكيم على معرفة بأهل القرية التي يقصدها؟وإذا كان يعرفهم، فما هي طباعهم و أحوالهم؟
فأكد الحكيم للشاب أنه يسير في الاتجاه الصحيح، وقبل إجابته على السؤال الثاني سأل الحكيم عن طباع أهل القرية التي كان فيها الطالب للتو.فأجاب الطالب بأنهم كانوا رائعين، فعلى الرغم من فقرهم فقد رحبوا به بحفاوة و حرارة عندما دخل قريتهم ووفروا له مكانا للمبيت في منازلهم بلا مقابل، و قدموا له الطعام بكرم بالغ- دون أن يطلبوا منه مالا- من أقواتهم الهزيلة، فقد أعجب بلطفهم و كياستهم و كرمهم و سخائهم! فقال له الحكيم: ((أبشر، فأهل القرية التي تقصدها مثل أهل القرية التي غادرتها تماما فاستمتع برحلتك و استمتع بهم!))
وعلى نفس المنوال، أقام الطالب الثاني في اليوم التالي في نفس القرية التي غادرها الطالب الأول، و في صباح اليوم التالي خرج وسلك نفس الطريق أيضا. وفي منتصف الطريق إلى القرية المجاورة قابل نفس الحكيم و طرح عليه نفس الأسئلة و في نهاية استجوابه سأل الحكيم أيضا عما إذا كان يسير في الاتجاه الصحيح للقرية التي يقصدها؟و ما يتوقع أن يلاقيه من أهلها؟ فأكد له الحكيم أنه يسير في الاتجاه الصحيح، وكما فعل في اليوم السابق، طلب من الشاب أن يصف له أهل القرية التي غادرها لتوه.
فأجاب الشاب قائلا: ((لقد أصابني الأمر بالذهول، فقد اتسموا بأقصى ما يمكنك تخيله من الفظاظة و غلظة المعاملة. فعلى الرغم من أني كنت متعبا و جائعا إلا أنهم لم يقدموا لي أي نوع من الود، و عندما ألححت على مكان لأقيم فيه قالوا لي لا يوجد لدينا مكان لك، و لذا فانه يجب أن أبحث عن مكان لأبيت فيه في أحد الحقول القريبة، و قالوا لي بمنتهى الغلظة أن طعامهم يكفيهم بالكاد؛ و لذا فليس لديهم فائض ليقدموه لي. لقد كانوا في منتهى القسوة و الوحشية، وأود ألا أراهم ثانية أبدا)). فقال الحكيم: ((للأسف أيها الشاب إنني أحمل إليك أخبارا سيئة: فسوف تجد أهل القرية التي تقصدها في منتهى السوء تماما مثل هؤلاء الذين غادرتهم للتو. فحاول الاستمتاع برحلتك: والتعلم من دروسها ما وسعك ذلك)).
فمن أي الطالبين أنت.....؟ و أي نوع منهما تريد أن تكون مثله؟!
اسم الكتاب: قوة الذكاء الاجتماعي
اسم الكاتب: توني بوزان
تاريخ النشر: 2005
دار النشر: مكتبة جرير
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: صـ110
الكلمات المفتاحية:الذكاء الإجتماعي، الإيجابية في رؤية الأمور، فن التواصل مع الناس،
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=707
المفضلات