الثقة هي عصب الحياة. إنها المكون الأساسي في الاتصال الفعال. إنها المبدأ الأساسي وراء كل العلاقات الأسرية والزوجية والتنظيمية أياً كان نوعها. والثقة تنبع من أن يكون الطرفان محلاً للثقة.

يقولSTEPHEN: في إحدى المرات سمعني ابني وأنا أتحدث منتقداً أحد الأشخاص. عندها جاءني ابني قائلاً: "هل تحبني يا أبي؟" لحظتها شعرت بأنه يقول ذلك بانفعال، وضعف. لقد شعر لحظتها أن هناك انفعالاً لأن أكره شخصاً ما، ثم بسرعة حاول تطبيق ذلك على علاقتي به. لحظتها كان يختبر مقدار الأمان والثقة في حبي له.

لقد عشت خبرة عكسية عندما دعيت للتدريس في جامعة hawaii عندما وصلنا إلى هناك كان المنزل المعد لي دون توقعاتي. وذهبت إلى مدير الجامعة شاكياً مدير الإسكان في الجامعة. كنت ناقماً ومحبطاً. وأطلعته على اتفاقي مع الجامعة، وكيف أن ذلك المسكن لم يأت كما توقعت.

أنصت المدير إلي باحترام شديد ثم قال "آسف لذلك ولكن مدير الإسكان لدينا شخص كفء وممتاز، دعنا نستدعه ونحل المشكلة سوياً".لم يكن هذا ما توقعت أن أسمعه من المدير. لم يكن بودي الدخول في هذا الأمر، فكل ما أردته أن أشكو وأدعه يحل المشكلة، لن أنسى الدقائق التي مرت على عقلي وقلبي خلال انتظاري لمدير الإسكان. "ما هذا الذي وضعت نفسي فيه؟ إنني مسؤول جزئياً عن هذا الحدث، أعتقد أن أسلوبي في الاتصال لم يكن جيداً.". عندما حضر مدير الإسكان كنت في حالة نفسية سيئة، كما أنني كنت محرجاً بسبب صلفي.

عندما دخل مدير الإسكان حييته مجاملاً، وهنا شعرت بازدواجيتي. في الوقت نفسه احترمت رئيس الجامعة لوقوفه إلى جانب مرؤوسه بإيجابية، واستعداده لعلاج أي موقف سلبي! لقد كان هذا الرئيس يعمل وفق مبادئ. وشعرت أن أحداً آخر لو تحدث عني في غيابي أمام هذا الرجل لتحدث عني بنفس الإيجابية والاحترام. لقد كان لدى الرجل الولاء والإخلاص للغائبين.بعدها لم أحاول أبداً أن أتسرع وأنتقد الغير في غيابه أمام هذا الرئيس فإنني أعرف قيمه ومبادئه.

الثقة أمر لا يمكن أن يكون سريعاً، ولا سطحياً، ولا مزيفاً. إنها صفة من صفات الشخصية وهي أن يكون المرء محلاً للثقة. دون الأسس الضرورية لقيام الثقة، فالثقة تأتي بالصدفة. وإذا غابت الثقة تصبح الاتصالات محلاً للشك، ومليئة بالأحكام المسبقة والتحزب. أما إذا توفرت الثقة توفرت المرونة، وظهرت العلاقات الحميمة، حتى لو حدث خطأ ما في العلاقة دون قصد، فإن دوام الثقة يضمن عدم تخريبها. فهناك دائماً احتياطي كافٍ من الثقة نسحب منه، وسيفترض الجميع حسن مقاصدك حتى في لحظة الخطأ لأنهم يعرفون جوهرك.









المرجع: إدارة الأولويات
اسم الكاتب: ستيفن ر.كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2000
رقم الطبعة: الأولى
رقم الصفحة:301- 303
كلمات مفتاحية: الثقة المتبادلة – الثقة بالآخرين – صفات الشخصية –أهمية الثقة
ارسل بواسطة: وليد اليوسف
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=96