قال داج هامر اسكجولد، الأمين العام الأسبق، عبارة بليغة وذات معنى عميق: "إنه أكثر نبلاً أن تضحي بنفسك من أجل فرد واحد بدلاً من أن تعمل وتكدح باجتهاد من أجل خلاص الآلاف".

وأعني بذلك أنني قد أخصص ثماني عشر، أو اثنتي عشر ساعة يومية لمدة خمسة أو ستة أو سبعة أيام في الأسبوع لآلاف الناس والأعمال والمشروعات بعيداً عن بيتي، وما زلت لم اصل إلى علاقة عميقة ذات معنى مع زوجتي ومع ابني المراهق، ومع اقرب المقربين في العمل، وقد يكون الأمر أكثر نبلاً من مكارم لأخلاق، وأكثر تواضعاً وشجاعة وقوة أن يعيد بناء هذه العلاقة بدلاً من الاستمرار في العمل كل هذه الساعات من أجل كل هؤلاء الناس والقضايا العامة.

وخلال خمس وعشرين عاماً من التعامل والتشاور مع المنظمات، تأثرت للغاية بهذه المقولة التي قالها "داج هامر اسكجولد" فأغلب المشاكل في المنظمات والهيئات تنبع من العلاقات الصعبة على مستوى القيادات الكبرى – بين شريكين في شركة مهنية، بين مالك ورئيس الشركة، بين رئيس الشركة ونائب الرئيس التنفيذي. إنه أكثر نبلاً من جانب الشخص أن يواجه ويحل تلك المسائل بصدق بدلاً من الاستمرار في العمل لحساب العديد من المشروعات والناس بعيداً عن بيته.

عندما عرفت للمرة الأولى مقولة هامر اسكجولد كنت اعمل في منطقة حيث كانت هناك توقعات غير واضحة بيني وبين الرجل الذي كان يمثل بالنسبة لي اليد اليمنى, ببساطة لم يكن لدي الشجاعة لمواجهة خلافاتنا فيما يتعلق بدور وهدف التوقعات والتقديرات خاصة في طرق إداراتنا للعمل، لذلك عملت لعدد من الشهور بطريقة الحل الوسط لكي أتجنب ما قد يسفر عن مواجهة قبيحة، وفي تلك الأثناء كانت تنمو بداخل كل منا مشاعر سيئة. وبعد أن قرأت مقولة "إنه أكثر نبلاً أن تضحي بنفسك من أجل فرد واحد بدلاً من أن تكافح وتعمل بجد من أجل خلاص الآلاف، وتأثرت بعمق بفكرة إعادة بناء تلك العلاقة بيني وبين مساعدي.

واضطررت إلى شخذ عزيمتي لما هو قادم؛ لأنني عرفت أنه قد يكون من الصعب حقاُ التخلص من هذه الخلافات، وأن يتم تحقيق تفاهم والتزام عميق ومشترك، وأتذكر في الواقع خلال مصافحتي له في الزيارة السابقة على بدء العمل أنه بدا لي كرجل صعب، لذا بدأت بطرقه الخاصة، فاحتجت لقدراته وملكاته، وكنت أخشى من أية مواجهة قد تقوض العلاقة، وتكون النتيجة خسارة تلك القدرات.

واستعدت ما استوعبته وفهمته من شخصيته خلال االزيارة التي سبقت استلام العمل، وفي النهاية استقرت الأمور على المبادئ بدلا من الممارسات والتطبيقات، وأخيرا شعرت بالسلام النفسي والشجاعة لبدء الاتصال بمساعدي عندما تقابلنا معا، ولدهشتي الكبيرة اكتشفت أن هذا الرجل كان يجتاز نفس المرحلة وكان يتوقع هذا الاتصال، وكان صعب المراس ويدافع عن مواقفه.

ومع ذلك، فأساليب الادراة لدى كل منا كانت مختلفة بشكل ظاهر ، والتنظيم الداخلي للشركة كان يستجيب لهذه الاختلافات، وكلانا علم المشاكل التي خلقها خلافنا ومن خلال تعدد اللقاءات بيننا، أصبح لدينا القدرة على مواجهة أعمق المسائل، وأن نطرحها على مائدة النقاش، وحلها واحدة بعد الأخرى بروح الاحترام العالي المتبادل بيننا، وكنا قادرين على تطوير وتشكيل فريق من كلانا قادرين على تطوير وتشكيل فريق من كلانا مكملاً بعضه البعض.

إن خلق الوحدة الضرورية لإدارة عمل أو أسرة، أو زواج يتطلب قوة شخصية وشجاعة كبيرة، لا يمكن لأي من المهارات الفنية الإدارية للعمل من أجل الجماهير أن أشد نقص نبل الصفات الشخصية من أجل تطوير وتنمية العلاقة. إنه لشيء جوهري أن نعيش القوانين الأولية والأساسية للحب والحياة على مستوى فرد واحد.


المرجع:العادات السبع للناس الأكثر فعالية
اسم الكاتب: ستيفن ر. كوفي
دار النشر:مكتبة جرير
سنة النشر:2004
رقم الطبعة: السادسة
رقم الصفحة:282-284
كلمات مفتاحية: التركيز على الأساليب – التناغم - التوافق – اتحاد الأهداف والأساليب في الإدارة

رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=150