افترض أنك كنت تعاني من مشكلة في عينيك، وقررت الذهب إلى طبيب العيون المختص لاستشارته، وبعد سماعه الوجيزة لشكايتك، خلع عنه نظارته الطبية وأعطاها لك قائلاً "ضعها في عينيك. لقد ظلت معي عشر سنوات كانت من خلالها نعم المعاون... لدى غيرها بالمنزل. بوسعك أن تستخدم هذه النظارة.

وهكذا وضعتها على عينيك، غير أن الأمر ازداد سوءاً.

قلت مندهشاً: "إنه شيء فظيع، لا أستطيع رؤية شيء!"

قال " حسناً ، ما الخطب ؟ . إنها رائعة معي – حاول جهدك مرة أخرى"

قلت بإصرار : "إنني أحاول – كل شيء نغلف بالضباب"

قال "حسنا، ما الامر معك؟ حاول أن تفكر بايجابية"

قلت "على الرحب والسعة، ولكنني بكل ايجابية لا أرى شيئاً."

قال لي موبخاً "يا طفلي الصغير، كم أنك ناكر الجميل. ابعد كل ما فعلته لمساعدتك" ما هي نسبة احتمالات ذهابك مرة أخرى لهذا الطبيب إذا احتجت لمعاونة؟ أظن أنها غير ايجابية، فلن يكون لديك كثير من الثقة في شخص لا يقوم بالتشخيص قبل الوصفة الطبية.

ولكن كم مرة في مرحلة الاتصال نقوم نحن بالتشخيص قبل أن ندلي بدلونا.

"هيا يا عزيزتي، اخبرني عن شعورك، أعلم أن الأمر صعب، ولكني سأحاول أن افهم". "آه.. إنني لا اعرف يا أماه.. قد تظنين أنني غبية."

"بالطبع هذا لن يكون! هيا أخبريني. ليس هناك من يهتم بأمرك مثلي ، أنا لا يهمني سوى مصلحتك . ما الذي يجعلك حزينة لهذا الحد؟."

"آه.... لا اعرف"

"هيا يا ابنتي.... ما الأمر؟"

"حسناً! أقول لك الحق.. إنني لا أطيق الذهاب إلى المدرسة" وهنا جاء رد فعلك المفعم بالشك، ماذا ؟ ما الذي تعنينه بعدم رغبتك في الذهاب إلى المدرسة؟ ابعد كل ذلك التضحيات التي بذلناها من أجل تعليمك! التعليم هو الأساس لمستقبلك، إذا كنت تبذلين من الجهد بمثل ما تفعل أختك الكبرى" لكنت في وضع أفضل دراسياً وبالتالي لأحببت المدرسة لقد بح صوتنا من تكرار القول لك بأن تستقري. إن لديك المقدرة، ولكنك لا تبذلين الجهد الكافي، حاولي بشكل أفضل اتخذي موقفاً ايجابياً من هذا الأمر. "لحظة صمت" والآن اخبريني.. "كيف تشعرين"

إن لدينا هذا الميل لأن نندفع وأن نصلح الأمور بإصدار الموعظة الرشيدة. ولكننا عادة ما نبخل في أن نمنح أنفسنا الوقت للتشخيص، ولأن نفهم في عمق حقيقي المشكلة في المقام الأول.
وإذا كان لي أن أوجز في جملة واحدة المبدأ الوحيد الأعظم أهمية الذي تعلمته في مجال العلاقات الجماعية فستكون: حاول أن تفهم أولاً؛ ليسهل فهمك. إن هذا المبدأ هو المفتاح للاتصال الفعال بين الأشخاص.





المرجع: العادات السبع للناس الأكثر فعالية
اسم الكاتب: ستيفن ر. كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2004
رقم الطبعة: السادسة
رقم الصفحة:334-336
كلمات مفتاحية: افهم أولا - التأثير – تفهم المشكلة بعمق.
أرسل بواسطة: عماد الشيخ حسين
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=160