لقد مررت بتجربة تكاتفية ممتعة زاخرة بالمعاني حينما كنت منغمساً مع عدد من معاوني في وضع رسالة الحياة لمؤسستنا، وقد توجه الغالبية العظمى من العاملين بالشركة إلى أحد المرتفعات الجبلية حيث أحاطت بهم المناظر الطبيعية الخلابة، حيث شرعنا في تسطير مسودة أولية والتي اعتبرتها بعضنا نموذجاً ممتازاً لرسالة الحياة. كان الاتصال بين الأعضاء يتسم في بداية الأمر بالاحترام، والتأني واستشراف التوقعات المستقبلية. غير أنه بمجرد الخوض في مختلف البدائل، والاحتمالات والفرص التي تنتظرنا، بدأ الأعضاء في التحدث دونما قيود في إخلاص، والتعبير بصوت عال عما يدور في أذهانهم، وهكذا فإن مفردات رسالة الحياة فتحت السبل أمام المشاركة الجماعية الحرة، وتراكماً تلقائياً للأفكار. كان الأفراد يشتعلون بالحماسة الصادقة بالشجاعة، وهكذا انتقلنا من مرحلة الاحترام والتفهم المتبادل إلى مرحلة الاتصال التكاتفي الإبداعي الخلاق.

كان كل واحد يشعر بما يجري. كان شيئاً مثيراً، وعندما بلغ الاتصال ذروة النضوج، بدأنا من جديد في صب رؤانا الجمعية التي توصلنا إليها على هيئة كلمات، وكانت كل منها تعني بالنسبة لكل واحد من المشاركين معنى محدداً ومفهوماً إلزامياً.

وفيما يلي رسالة الحياة للمؤسسة.
"إن رسالتنا تمكين الأشخاص والمؤسسات من زيادة قدراتهم على الأداء بدرجة ملموسة من أجل تحقيق أهداف سامية من خلال التفاهم وممارسة القيادة المرتكزة على المبادئ."

ولقد حفز هذا الجهد التكاتفي الذي أدى إلى التوصل لرسالة الحياة الخاصة بمؤسستنا لنفسه مكانا في قلوب وعقول كل من كان هناك، كما أنه مثل لنا اطاراً مرجعياً لما نحن بصدده، إضافة أيضاً لما نحن بعيدون عنه.


المرجع:العادات السبع للناس الأكثر فعالية
اسم الكاتب: ستيفن ر. كوفي
دار النشر:مكتبة جرير
سنة النشر:2004
رقم الطبعة: السادسة
رقم الصفحة:382-383
كلمات مفتاحية: رسالة الحياة - التأثير – التواصل – التكاتف – التفاهم المتبادل- الرؤية المشتركة

رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=167