هناك اعتقاد سائد بأن الأمومة غريزة تولد بها المرأة، أما الأبوة فهى مكتسبة مع قدوم أول طفل للأسرة. ولكن آن الأوان لكى يتعلم كل أب كيف ينمى علاقته بإبنه وهو بعد جنين ولا ينتظر حتى يناغى ويستجيب له. وفيما يلى سوف نبين لكى عزيزتى الأم كيف تنمو علاقة طفلك بأهم رجل فى حياته.
يمكن للأب أن يمد أواصر الحب من خلال محادثة طفله وهو لا يزال جنينا فى بطن أمه، من بداية الأسبوع الرابع والعشرين حيث يستطيع الجنين سماع الأصوات القادمة من خارج الرحم، ولا توجد طريقة لخلق روابط بين الأب وطفله أفضل من قيام الأب بحضور عملية الولادة وقطع الحبل السرى الذى يربط بين الأم والطفل بعد الولادة، وقد اثبتت الدراسات الحديثة أن الآباء يشعرون بعدها بروابط أكثر حميمية مع المولود.

بعد الولادة بأسبوعين يستطيع الطفل تمييز صوت أبيه وهنا يشعر الأب بجدوى الدردشة التى أجراها مع طفله وهو بعد جنين فى الرحم. ويمكن لكل أم هنا أن تزيد من عمق الروابط بتنمية العلاقة بين الأب وابنه عن طريق التلامس بأن تترك الأب يحمل الطفل أثناء عملية الاستحمام، وبهذا الشكل يبدأ الاثنان علاقة صداقة تستمر معهما على الدوام.
من 6 إلى 12 شهرا
إشركى زوجك فى كل الأمور التى تتعلق بالطفل، فأنت تحتاجين دوما إلى مساعدته. هل تعرفين أن الآباء أسرع فى تغيير حفاضات الأطفال من الأمهات؟ وهو عذر مثالى لقيام الأب بالأعمال الشاقة والمساعدة فيها.
وعندما يبلغ طفلك ستة أشهر يمكنك تدريجيا إدخال طعام عادى مع الرضاعة، وبذلك يستطيع شريك حياتك أن يلعب دورا أكثر إيجابية فى تغذيته، كما أن التواصل عن طريق العين والنظرات الحانية أثناء إطعام الصغير ستقوى الروابط بينهما.
أثبتت الدراسات أن الآباء أكثر مهارة فى التقليد واللعب البدنى مع الأطفال من الأمهات، وعند عمر ثمانية شهور يمكن للطفل أن يضحك عندما يقوم الأب بمداعبته أثناء تناول الطعام.
وببلوغ الطفل عشرة شهور سوف يسعد بالتقاط الدببة والنظر إليكما سعيدا بقدرته التى اكتسبها مؤخرا، وتصبحين أنت ووالده بدون شك الشريك المفضل فى هذا العالم.
من عمر عام إلى عام ونصف
فى عمر سنة يبدأ طفلك فى نطق أول كلماته، راقبيه بفخر عندما يقول "بابا" لأول مرة ولا تندهشى من سهولة نطق بابا عن ماما.
وعندما يخطو أولى خطواته سيحاول اكتشاف العالم المحيط به مع وجود الأب الذى يأخذه بيديه، وإذا كان زوجك من هواة الرياضة توقعى ظهور كرة القدم مع أول ركلاته.
ببلوغ الطفل عاما ونصف يبدأ فى الشعور بأنه كائن مستقل عمن حوله، وتصبح لديه القدرة على إظهار مشاعره تجاه المقربين منه وبخاصة أبوه وأمه.
ولا يجب هنا أن تأخذى الأمور بشكل شخصى وعندما يمطر طفلك والده بإهتمامه وقبلاته فى الوقت الذى يتجنب أحضانك لا تشعرى بالغيرة.. فقط أحيطيه بمشاعرك الفياضة وسوف يتبعك أينما تذهبى.