أنا أذكر إلى اليوم قصص كثيرة ،وسوف أذكر أكثرها وقعا وتأثيرا على قلبي حدثت في جنوب السودان في منطقة جبال النوبة حيث قمنا بإنشاء مخيم هناك وعالجنا فيه خياط يسكن في شمال مدينة الدلج كان يعاني من الماء الأبيض, الذي بدأ معه بالتدريج إلى أن ضعف بصره حتى أصابه عمى كامل وكان يعيل تسعة عشر فردا.

فلم يجد الرجل بد من سؤال الناس لعجزه عن العمل وأخذ يطلب الناس في المساجد والأسواق وتعرض لمواقف شتى فهذا يعطيه وهذا يزجره وينهره وهكذا .

أجرينا له العملية وبعد ثلاثة شهور قمت بزيارته في قريته فرأيت هذا الرجل بكامل عافيته لله الفضل والمنة ..

حيث وجدته وهو يشك الخيط في الإبرة فلقد عاد لمزاولة مهنته بفضل الله سبحانه وتعالى ...

وكان هذا بالنسبة لي هذا أعظم هدية ممكن أن يهديني إياها إنسان كهذا الإنسان الذي كان متسولا والآن رجع يعيل أسرة من تسعة عشر فردا وهذا مثال صغير جداً فالأمثلة أكثر من أن أحصيها فأين المحتسبون لنفع هؤلاء الفقراء ؟؟

......

موقع القصص الواقعية
بقلم : د : عبدالرحمن السميط
و موقع ( لبيك أفريقيا )