أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    عضو مميز الصورة الرمزية شمس 1980
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    سوريا
    المشاركات
    335
    معدل تقييم المستوى
    29

    افتراضي تربية الطفل على الكرم

    ما أروع هذا الطفل الصغير الذي تقدم له أمه قطعة الحلوى فيسرع باقتسامها مع أخيه الأصغر منه.
    أقول: ما أروع هذا الطفل، لأنه طفل متخيل وغير موجود في الحياة الواقعية. فالأطفال يندفعون إلى ما يحبون من حلوى بصورة تجعلنا جميعاً نتذكر حدائق الحيوان عندما تلتف القردة وتتصارع على أصابع الموز.
    لكن هل من الصعب تنشئة الصغر على الكرم؟
    إن الإجابة على ذلك هي نعم ولا في آن واحد.
    نعم .. إن تنشئة الصغار على الكرم في عالم متنافس مسألة صعبة جداً. ولكن تنشئة الصغار على الكرم في عالم متعاون مسألة يسيرة للغاية.

    فهل نحن داخل الأسرة متنافسون أم متعاونون؟ هذا هو السؤال الصعب الذي يجب أن يواجهه الكبار أولاً.
    فإذا كان الأب يقوم من على المائدة ولا يساعد في رفع الأطباق، ولا يفكر إلا في توجيه الأمر بطلب كوب الشاي، فتسرع الأم لتضع الشاي على النار وتلهث لتأخذ الأطباق من على المائدة، ثم تلهث لوضع الأطباق في غسالة الأطباق، ثم تلهث لتراقب غليان الماء على النار، ثم تلهث لتنظيف مائدة الطعام، ثم تلهث لوضع بعض الشاي في الماء الذي يغلي، ثم تخرج الأكواب النظيفة، ثم تحضر الشاي للأب الذي يقرأ الجريدة بكسل شديد وينظر إلى الشاي فيراه غامق اللون، فيقول للزوجة: ما هذا الذي تقدمينه لي لأشرب؟ إني أحب الشاي مصنوعاً كذا وكذا، فمتى ستعرفين مزاجي في شرب الشاي؟..

    إن الطفل الذي ينشأ في بيت تقوم فيه المرأة بكل العمل ويقوم الرجل فيه بالكسل وإصدار التعليمات هو طفل ينظر إلى دوره كامبراطور كسول يطلب رضوخ كل من حوله له.
    والطفلة التي تنشأ في مثل هذا البيت تأخذ انطباعاً سيئاً عن وضع المرأة في المجتمع، وقد تخرج فيما بعد زعيمة نسائية من المطالبات بحقوق المرأة.

    وعندما نتوغل في أعماق الطفل نستطيع أن نلمس أن الكرم والقدرة على التعاون مع الآخرين يوجدان على مستويين: المستوى الأول، جهزت السماء به كل طفل، أعني الاستعداد الطبيعي والفطري للاستجابة العاطفية لأي مشاعر ودودة توجد من حول الطفل. ويظهر ذلك منذ الشهر الثاني لميلاد الطفل. إنه يبتسم بسعادة بالغة عندما يدلله الكبار، وإذا ما شعر الطفل أن كل من حوله يحبه فهو يتفاعل مع هذا الحب ويكن مشاعر صافية من المودة تجاه المجتمع المحيط به، ويمكننا أن نرى ذلك في محاولة الطفل الذي بلغ ثمانية عشر شهراً أن يطعم أمه بعضاً من طعامه بنفس الطريقة التي تطعمه أمه بها.

    هذا هو المستوى الأول من الحب وهو جانب فطري يمكن تنميته ليكون واقعاً سلوكياً، وبهذا ينتقل الحب من المستوى الأول إلى المستوى الثاني وهو السلوك الدائم في المجتمعات على ضوء التفاعل العاطفي.
    إن خيال الطفل يكتشف أولاً أنه محبوب وأنه يملك طاقة عطاء الحب. ثم ينتقل الطفل من حالة الخيال العاطفي إلى الترجمة العملية لهذه العواطف في الدائرة الاجتماعية الأوسع، وهذا ما نسميه باكتساب القدرة على العطاء. وهذا الكرم المبكر في الطفولة يكون محدوداً وعفوياً حتى العام الثالث من عمر الطفل. فالطفل قد يشارك غيره من الأطفال في بعض من لعبه، ولكن هذا الكرم قد ينقلب إلى نقيضه فيهجم الطفل على الطفل الآخر لمجرد أنه يلعب بلعبة من لعبه، تلك اللعبة التي أعطاها الطفل عن كرم للطفل الآخر.

    وعلى الآباء والأمهات تقوية الجانب الدافئ والانساني والكريم في طبيعة أطفالهم خلال الثلاث سنوات الأولى. إن هذه السنوات تنطوي على مشاعر مختلفة ومختلطة.
    والطفل في هذه المرحلة يفعل الشيء ونقيضه بدون وعي، لا بل يتصرف دون حاجة إلى تفكير مسبق. إن الفطرة الأولى هي التي تغلبه.

    وفي هذه السنوات الثلاث الأولى يمكن للآباء أن يقوموا بخطوات فعالة وواعية لترسيخ عادات التعاون بينهم وبين أطفالهم، بدلاً من أن يتركوا الطفل دون إرشاد، وهو بذلك يتحول إلى طاقة لا تعرف لها منفذاً إلا الإساءة إلى الغير. إن الطفل الذي لا يجد ما يفعله يمكن أن يدمر ما حوله لمجرد الفوضى ولمجرد التعبير عن طاقاته الهائلة الموجودة في جسده والتي تعبر عن نفسها بتلقائية. إن الأهل يجب أن يتيحوا الفرصة للطفل أن يلعب، وأن يحاولوا تعليمه كيفية مساعدتهم في بعض من أعمال البيت البسيطة كترتيب لعب الطفل أو جمع الأشياء المبعثرة من الصالة. وعندما يفعل الطفل ذلك لابد من اظهار الشكر والعرفان له، لأن الطفل يمكنه أن يحس بقيمة هذا الشكر ويتفاعل مع الأسرة في المرات القادمة.

    ويمكن للأم أن تطلب من الطفل ذي العامين أن يحضر لها أي شيء يمكن أن يحمله من غرفة مجاورة. وهنا سيقبل الطفل هذه المهمة على أنها رسالة سامية يؤديها. إنه يشعر أن طلب أمه لمساعدته هو جواز مرور يدخل به عالم الكبار.
    وأحياناً يعصي الطفل أمراً أو طلباً من أمه أو أبيه، وهنا لا يجب أن نجبر الطفل على فعل ما رفض أن يفعله، ولكن على الأب أن يتصرف بجدية شديدة وأن يتجه هو إلى تنفيذ الفعل المطلوب ويعلن أنه كان سيفعل هذا الشيء بطريقة أفضل لو ساعده ابنه الصغير في أداء هذا العمل.

    صحيح أن الأب لا يقول الصدق، ولكن الأب بمثل هذا القول يستثير همة الطفل، وهذه طريقة فعالة لتوليد العاطفة الانسانية، عاطفة مد يد المساعدة للآخرين عندما يحتاجونها.
    إنها الجدية الشديدة الممتزجة بالعاطفة.

    ومن بعد العام الثالث من حياة الطفل تبدأ فترة تستمر حوالي الثلاث سنوات، وفيها يحس الطفل بمشاعر متوهجة نحو الأب إن كان الطفل فتاة، ونحو الأم إن كان الطفل صبياً. إنها أول قصة حب في حياة الطفل، ويلعب فيها الأب أو الأم دور المنافس للطفل. إن الولد ينافس والده في حب الأم والبنت تنافس الأم في حب الأب. ويحاول الولد أن يتسلط على الأم وأن يمتلكها، وتحاول البنت أن تحيط الأب بكل حنانها حتى لا يحب أمها. وهنا يمكن للأب أن يعلم الفتاة الصغيرة كيف تعتني بنفسها، وهنا يمكن للأم أن تعلم الابن كيف يساعداه في أعمال البيت.
    ويمكن للأب أن يفخر بالابن الذي يساعد أمه في أعمال البيت، والأب بذلك يقلل من الجانب السلبي لمنافسة الابن لأبيه في حب الأم.

    ويمكن للأم أن تفخر بالبنت التي تساعد والدها وتهتم بشؤونه، والأم بذلك تقلل من الجانب السلبي لمنافسة الابنة لأمها في حب الأب.

    إنها تفاصيل صغيرة يمكننا نحن الكبار أن نهتم بها ولا تكلفنا جهداً كبيراً، ولكنها تعلم الطفل الصغير كيف يكون كريماً ومتعاوناً منذ بداية رحلة العمر.



    كلما ارتقى أسلوبك ؟ ! ... كلما علت مكانتك
    فلنكون جمعيا من أصحاب الأسلوب الراقي الذي ترضاه عن نفسك ويرضاه الآخرين عنك !


  2. #2
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية أحمد خير السعدي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    سوريا
    المشاركات
    686
    معدل تقييم المستوى
    33

    افتراضي

    هذه هي التربية الحقيقية التي نفتقد اليها , فتعليم الطفل الايثار هو من الخصال الحميدة , والطفل يشاهد والديه فيقلدهم وهذه هي البرمجة التي اما تكون سلبية أو ايجابية .

    شكرا شمس على هذه المشاركة الغنية والموضوع الهام


    أحمد خير محمود السعدي
    مدرب دولي متقدم في تنمية الموارد البشرية
    استشاري في ادارة المخاطر والكوارث و السلامة المهنية

    ahmadsafety@yahoo.com
    00963 11 2744771
    00963 9333 80678

    السلامة المهنية رسالة وسلوك وحضارة

    أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم


  3. #3
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية أحمد خير السعدي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    سوريا
    المشاركات
    686
    معدل تقييم المستوى
    33

    افتراضي

    هذه هي التربية الحقيقية التي نفتقد اليها , فتعليم الطفل الايثار هو من الخصال الحميدة , والطفل يشاهد والديه فيقلدهم وهذه هي البرمجة التي اما تكون سلبية أو ايجابية .

    شكرا شمس على هذه المشاركة الغنية والموضوع الهام


    أحمد خير محمود السعدي
    مدرب دولي متقدم في تنمية الموارد البشرية
    استشاري في ادارة المخاطر والكوارث و السلامة المهنية

    ahmadsafety@yahoo.com
    00963 11 2744771
    00963 9333 80678

    السلامة المهنية رسالة وسلوك وحضارة

    أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178