إن السعي بصدق لفهم شخص آخر ربما يعد اهم الإيداعات التي تقوم بها وهو أيضاً مفتاح لكل إيداع آخر. إنك ببساطة لا تعرف ماذا يشكل ايداعاً لشخص آخر حتى تفهم هذا الشخص، والشيء الذي كان يمثل ايداعاً بالنسبة لك – الذهاب في نزهة للتحدث حول أشياء عديدة؛ الخروج لتناول الآيس كريم معاً، والعمل في مشروع مشترك – ربما لم يستوعبه ويدركه تماماً شخص آخر على أنه مسألة إيداع، وربما كان قد فهم على أنه مسالة سحب؛ إذا لم تمس الاحيتاجات والمصالح العميقة للشخص.

إن رسالة شخص ما هي تفاصيل بالنسبة لشخص آخر، ولكي تقوم بعملية إيداع، فإن ما يكون مهماً لشخص آخر يتعين أن يكون مهماً بالنسبة لك مثل أهمية الشخص الآخر لك. قد تكون منهمكاً في مشروع له أولوية قصوى؛ عندما يقاطعك طفلك الذي يبلغ السادسة من عمره بشيء يبدو تافهاً بالنسبة لك؛ إلا أنه في غاية الأهمية من وجهة نظره. تتيح الدراسة للعادة 2 لك أن تميز وتتعرف بنفسك على قيمة ذلك الشخص، والعادة 3 تتيح لك أن تخضع خططك لتلك الأولوية الإنسانية، وبقبولك القيمة التي يصنعها بشان ما يجب أن يقوله، فإنك تظهر تفهمك له؛ وهو ما يمثل ايداعاً عظيماً.

لي صديق له ابن يظهر اهتماماً شديداً بلعبة البيسبول. هذا الصديق لم يكن مهتماً أبدا بهذه اللعبة. إلا أنه في أحد أيام الصيف اخذ ابنه ليشاهد الفريق أثناء لعب إحدى المباريات. الرحلة تكلفت اموالاً كثيرة وأخذت وقتاً طويلاً؛ لكنها أصبحت تجربة رباط قوية في علاقتهما، وسأل الابن والده: "هل تحب البيسبول إلى هذه الدرجة؟ "فرد صديقي: "لا" لكني أحب ابني إلى هذه الدرجة".









المرجع: العادات السبع للناس الأكثر فعالية
اسم الكاتب: ستيفن ر. كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2004
رقم الطبعة: السادسة
رقم الصفحة: 267-268
كلمات مفتاحية: الرسالة الشخصية – تفهم الطفل – معرفة قيم طفلك
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=145