هل أنتم سعداء

[Ibtihal Alzaki]

روى طاغور " حكيم الهند العظيم " قصة لسلطان مر على جمع من الفلاحين ، فلمح في تقاطيع وجه أحدهم هما ثقيلا ، فساله عن ما ألم به فوجده يشكو الفاقة وعاملة سيده الاقطاعي وسمعه يقول بانكسار بالغ : لو أن لي شبر أرض لعشت حياتي كلها سعيدا فوقعت هذه الكلمات في قلب السلطان ورثى له فأشار له على ارض بمد النظر وقال : تلك الارض ملكي فأما بدايتها فهي لك ، فاركض فيها وحيثما توقفت قدماك سيكون انتهاء ارضك... فعدا الفلاح بكل قواه ، وكلما ابتعد قال سأجري أكثر ليزيد ملكي ، وخارت قواه وهو يجري ولكنه كان يضغط على نفسه ويقول بعد ... فركض وركض حتى سقط ميتا ...

تلك القصة التي ينكر البعض واقعيتها يثبتها العلم الذي يقول بأن العدو بما يزيد عن طاقة الانسان قد يؤدي لفشل القلب وتعطل الوظائف الحيوية .. وهذا ماجرى بالمناسبة في أولمبياد العالم للعام 1987 عندما توفي العداء الكيني فورا وهو يعدو في الميدان .
تلك القصة لا اسوقها هنا لانفركم من الرياضة ، بل لأقول أنها قصة حياة أغلبنا بشكل أو بآخر ... عدو ولهث حتى ينقطع النفس الاخير ....نعيش حياتنا نحارب من أجل النجاح ، من أجل المال،من أجل الاستقرار ... فيفنى ربيع العمر وخريفه في الجهد والكبد ، ونمني أنفسنا بالراحة ومتى ؟ في آخر العمر .. فأذا ما وصلنا لتلك المرحلة وصلناها محملين بارث الصراع مع الحياة العصرية ، الضغط والسكر وتصلب الشرايين والروماتيزم وما شاكلها فتمر الحياة بطولها دون أن نعرفها أو نختبرها أو نتمتع فيها ... فثقافتنا لا تعلم الانسان كيف يحيا بل كيف يعيش .. وشتان بين العيش كبقية ما يدب على الارض ، وبين الحياة بكل ماتعنيه من احساس بالتفاصيل ..
حقا .. ماقيمة الحياة بين قائمة أعمال اليوم والغد والالتزامات والتعقيدات ؟!ماقيمة الحياة عندما يفوت فيها الاب خطوات ابنه الاولى وكلماته الاولى ويومه العصيب الاول في المدرسة .. كيف تنهار العلاقات ورب الاسرة يفارق أسرته في سنوات احتياجهم له ليلتصق بهم لاحقا وهو كهل يحتاج للرعاية !! وينسحب ذلك في عصرنا المسعور هذا حتى الأمهات .. الكثير منهن في الواقع .
وقد يأتي وقت التقاعد الذي يمني نفسه فيه ، فيجد نفسه عاجزا حتى عن الراحة .. فمن تعود على اللهاث لا يمكنه ان يتعلم الاسترخاء في آخر عمره .
أن من نسي منكم نفسه وصحته وعائلته عليه أن يصحو ... ولا يؤجل المهم حقا في هذه الحياة لأيام قد تأتي وقد لا تأتي ... ولنعلم أنفسنا وأبناءنا _ قبل فوات الاوان _ وان نبحث عن الامن لا في المال بل في العلاقات الحميمة ..وتقف السعادة في التغيير والتجديد لا في طلب المزيد ... ولنتعلم الظفر بالراحة عبر الايمان ، بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا ومافاتنا لم يكن ليصيبنا ... كي لا ننتهي كصاحبنا الذي آثر الموت جريا على الوقوف والتمتع بما حصل عليه .

[julia]

مرحبا
كيفك عزيزتي ابتهال
الكلمات التي كتبتيها رااااائعة وتمس الوجدان يا ليت لو أننا نفكر بها بعمق وجدية
إلى أين........
إلى متى.........
ماذا نريد.......
مالذي سيبقى.....................
فلنقرر قبل فوات الأوان

ابتهال......شكرا جزيلا لك

[Ibtihal Alzaki]

مرحباااااااااا الساع ( بلهجة اهل الامارات عند الترحيب باحد اي يعني مرحبا بهذه الساعة التي تحدثنا فيها مع بعض )

[julia]

مرحبااااااا ابتهال
خليتيني أعجب بيك قبل ما أشوفك بجد بتنحبي

أكيد رح نلتقي لما بجي الامارات
إلى أن نلتقي لك مني 1000 ألف سلام

[Ibtihal Alzaki]

انا ايضا اتشرفت بمعرفتك انشاء الله اراك قريبا ...

[عائشة لزنك]

أختي ابتهال جزاك الله الخير كله و تبقى السعادة التي ننشدها في رضى رب العالمين .
أختي جوليا اقامة طيبة في الامارات .
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضاه.

[ضحى فتاحي]

شكرا استاذة ابتهال على القصة المعبرة ...
و تعليقا على فعل هذا الفلاح المسكين يقول صلى الله عليه و سلم:
( لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له واديا آخر ولن يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب )
هذا حال معظم الناس في هذه الدنيا ... يبحث عن السعادة في غير مظانها و لكن يكتشف خطأه بعد فوات الاوان
انصح بقراءة كتاب عن السعادة للدكتور عبد الكريم بكار
كتاب رائع كما كل كتب د. البكار
شكرا مرة اخرى

[علي العمودي]

عنوان متفرد بقدر ما هو فريد من نوعه! سؤال قد ينسى المرء الركض والجري وراء إما المعلومة أو الهدف المنشود ليفكر لبرهة ! هل أنا سعيد بما أفعله؟ ولكن سرعان ما يتبادر للذهن سؤال آخر يقول ما هي السعادة ؟

أحيانا يرى الناس السعادة بأن يجمع المال كي يرتاح في آخر عمره ، ويبقي منه لذريته ويكفهم عن السؤال والإلحاح في طلب الزرق. يلجأ الأب لذلك كي يغني ذريته ويجعلهم من أكابر القوم بأموالهم. كي لا يضطروا إلى الشتات ، فترى الأب يضحي براحته واستقراره من أجل أن يستقر ابناؤه من بعده وكي يلجأ إليهم عندما يكونوا هم مستقرين بعافيتهم وقوتهم ودخلهم العالي. أما الأب المسكين فقد تكفيه أن يرى ثمرات زرعه ، وتعبه على توفير متطلبات الحياة التي كانت في زمنه شبه معدومة.

عندما يكبر الأطفال يتساءلون هل الأفضل أن نكون مع أطفالنا وجدانيا أم ماديا؟ هل نضحي بالمادة في سبيل العاطفة والوجدان ، أم هل نضحي بالوجدان والعاطفة في سبيل المادة؟ سؤال محير ولكن لنا أن نسأل ونتسائل؟ فقد لا نهتدي إلى جواب ، وأحيانا نرى بصيص النور إلى الهدى من خلال السؤال ، فنبحث ونبحث ونكون الإجابة!

[أعراب أمين]

السعادة في العطاء ولا أقول فقط عطاء المال لا.... بل عطاء الفكر كذلك.. بأن تسخر فكرك في تطوير أمتك وما أعظمها من سعادة أن تعيش لتنمي غيرك، فسعادة نفسك تنتهي عند بلوغ الهدف أما أن تعيش لتنمي غيرك وتنصر أخاك وتعيش لهدف الأمة فهي منتهى السعادة.. لأنه كلما زاد عمرك كلما زادت سعادتك بما تعطيه وتقدمه لأمتك

فاللهم وفقنا في الدنيا لأن نجيبك عن سؤالك لنا يوم القيامة ..وهو ماذا قدمت لهذا الدين؟

اللهم آمين

تحياتي لكم

[Ibtihal Alzaki]

السعادة بين ايدينا عندما نختار أن نكون سعداء

دمتم سعداء ^_____________^