الشباب والفراغ وكيفية علاجه






كل عام تدق ساعة الإجازة معلنة عن فراغ طويل يحمل في طياته أسباب الفساد الكثير من الناس , وبخاصة الشباب كما قال أبو العتاهية :




إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
فالفراغ نعمة لمن شغلوه بالتزود لمعاشهم ومعادهم , ونقمة لمن جعلوه منه سياحة في دنيا الملذات والشهوات , وقتلوه بالسفاسف والترهات , حيث قضوا الليالي والأيام في الاجتماعات الآثمة والجلسات الماجنة , والنظرات المحرمة فلم يجنوا إلا الخراب والدمار والهلاك .






الشباب هو الفترة الزمنية والعمرية التي يمتلىء الإنسان فيها بالطاعة والحيوية , ولابد من ترشيد الإنسان في هذه الفترة حتى يحسن ضبط هذه الطاقات واستثمارها في بناء نفسه ومجتمعه , ومن الحكمة أن نوجه هؤلاء الشباب حتى يستفيدوا من الطاقات الفكرية فالإسلام أتاح للإنسان أن يمارس الرياضة والسباحة والرماية وركوب الخيل والجري والسباق , سواء أتيح لهم ذلك في ناد رسمي أو في الهواء الطلق .








أما من ناحية الفراغ الفكري فلا بأس من عرض القصص الإسلامية فلا أحد ضد الترفيه, ولا معارض لكون الإجازة الصيفية فرصة لالتقاط اللأنفاس أمام الطلاب للاستراحة بعد جهد وعناء عام طويل .




ولا أحد ضد ضرورة وضع ضوابط محددة للاستفادة من الصيف والإجازة الطويلة في التزود الروحي والديني للنفس والعقل .




والمساجد لها دور مهم وحيوي في إذكاء النفس بل هي جامعة علمية يتزود فيها الإنسان بالعديد من الأنشطة الروحية والدينية والترفيهية , فدور المساجد مستمر سواء صيفاً أو شتاءً ولا ترتبط بفصل معين أو مناسبة محددة.




فمثلاً رابطة العالم الإسلامي أعدت عدة دورات تدريبية للدعاة سواء كانوا أئمة أو وعاظاً أو مدرسين , يتلقون فيها معظم العلوم الإسلامية من التفسير والحديث والفقه والعقيدة والمعاملات, علماً بأن هذه الدورات تقام على مدار العام وفي أماكن متفرقة من العالم بحيث تغطي الدورة البلد المقامة فيها والدول المحيطة .


وهذه الدورات لها أثر إجابي كبير إذ عززت من دور المسجد وأهميته في تنمية الوعي وتربية الفكر الإسلامي الصحيح , وساهمت بشكل فعال في ارتفاع مستوى الدعاة من الناحية العلمية.


وكذلك المسرحيات الراشدة , وهي موجودة وتملأ المكتبات الورقية والسمعية والمرئية.. وكم من عمل هادف كان له أثر في ترشيد الشباب ووضعهم على الخط السليم .




لابد أن يحرص الشاب على الوقت واستغلال لحظات عمره ولا يأتي ذلك من شاب يعشق الفوضى والكسل وغير المبالاة, بل الحريص على وقته القادر على تنظيم حياته حتى لاتختلط عليه أموره.. فالأساس في تنظيم الوقت هو شعور الشاب بأهميته وهي لحظات عمره التي سيسأل عنها يوم القيامة فإذا شعر الشاب بأهمية ذلك استغلها أحسن استغلال ولم يفسدها باللهو والترف .


الاسس التي تساعد على سد فراغ الشاب وتعين على إنجاز العمل:-




1- الدعاء وطلب التوفيق من الله وحسن التوكل عليه وعدم التواكل.


2- إخلاص النية واحتساب الغاية بمرضاة الله وحسن النية في كل خطوة والصبر على ذلك.


3- الشعور بأهمية الوقت ودوره المهم في التنظيم والوثوق بالخير الذي سيأتي من عملية التنظيم خاصة عند الذين لم يعتادوا التنظيم في حياتهم.


4- ترتيب الأولويات والمهمات وعدم اختلاطها ببعض.


5- استدراك الخير الذي فات , والندم على ذلك وعدم التوقف بل يجب إكمال المشوار.


6- حسن تنظيم الوقت يكون بالحرص على فترات الراحة.






7- ألا يكون الجدول مثالياً ولا يكون هامشياً مع مراعاة قدرتك وإمكاناتك ومدى تقبل نفسيتك للوقت .


8- مراعاة حق الله أولاً بالتبكير في الصلوات وعدم تأخيرها .. ثم مراعاة حق الوالدين أو من لهم حق عليك .


9- ألا يخلو الجدول الأسبوعي أو اليومي المخصص لاستثمار وقتك من مواعيد حفظ القرآن ومراجعته ومواعيد القراءة , وأن يراعى الوقت المناسب .. فحفظ القرآن في الفجر أفضل الأوقات وقراءة الكتب أفضل في الضحى والبكور.


10- التنبه للخطأ حين الوقوع فيه ومعالجة ذلك والحرص على تجنبه وعدم الإصرار عليه.




11- استشارة أصحاب الخبرة فقد يكون الجدول مثالياً لدرجة لا يتمكن من العمل به.. وسؤال أهل الخبرة عن أوقاتهم وكيفية تنظيم الوقت بالنسبة لهم يجلعهم حافزاً لك ويعينك على ذلك .


12- هناك أمور عديدة يمكن استغلال الوقت فيها كالمراكز الصيفية .. وحضور الندوات والدروس ودور التحفيظ.. وممارسة الهوايات النافعة..




والاستماع إلى الأشرطة الإسلامية وزيارة الرحم وصلة الناس , وغير ذلك ضرورة إخلاص النية وأن يكون العمل وفق شرع الله .