المبشرون بالنجاح

كثيراً ما نواجه مطبات في طريقنا إلى النجاح، كثيراً ما نشعر بالتشاؤم والإحباط، حينما نسمع تلك الذبذبات السلبية من أناس مرادهم فقط «الإحباط» ولكن هل تساءلت يوماً لم هم يتكاثرون من حولنا؟ ولم نحن فقط؟
قالت أمي مرة: يا أولادي عندي لغز، من منكم يكشف لي سره، جميعنا أنصتنا إليها، فهي أثارت الفضول والتحدي في نفوسنا، فجعلت كل منا يتدبر في أمور كثيرة يربط بها واقعه، حكت لنا عن قصة مجموعة الضفادع التي اتفقت على التسابق على صعود جبل مرتفع جداً، فوقف الكثير من الضفادع ليتسابقوا، وعند خط البداية سمعت الضفادع الجماهير والمشاهدين، وهم يتهامسون ويتكلمون عن استحالة أن ينجح أحد في صعود هذا الجبل، وقبل أن يبدأ السباق كان أكثر من نصف الضفادع قد غير رأيه وتراجع عن دخوله، وفي منتصف السباق رجع ربع المتسابقين، والجماهير ما زالت تقول «مستحيل .. غير ممكن أن ينجح أحد».
وعندما بدأت المرحلة الأصعب من السباق كان ما تبقى هو ضفدعان فقط! وفجأة سقط الأول في البئر، فحاول الخروج من ذلك البئر بكل ما أوتي من قوة وطاقة، واستمر جمهور الضفادع بالصياح به أن يتوقف عن المحاولة، لأنه ميت، فاعتراه اليأس، فسقط إلى أسفل البئر ميتاً.
أما الضفدع الآخر، فقد دأب على القفز بكل قوته، ومرة أخرى صاح جمهور الضفادع به، طالبين منه أن يضع حداً للألم بأن يستسلم للموت، ولكنه أخذ يقفز بشكل أسرع حتى وصل إلى النهاية.
عند ذلك سأله جمهور الضفادع: كيف استطعت أن تصعد الجبل، هذا مستحيل، وهو لا يجيب.
تساؤلات كثيرة راودت كل منا، فهي أشعلت التحدي في نفوسنا، فقالت لنا عن سر فوز ونجاح ذلك الضفدع بأنه كان «أصماً لا يسمع».
عزيزي القارئ، المحبطون هوايتهم إحباط كل من حولهم، فليكن ردك عليهم بأن تغلق أذنيك عندما يتحدثون، وتأكد أنهم بكلامهم هذا يثبتون لك بأنك إنسان «ناجح» ليسوا محبطين، بل هم من يبشرونك بنجاحك.


أمل مراد البلوشي