نحن نعيش في دائرة مغلقه لها حدود معينه
مرسومه ..

ولا نرى الا ما بداخلها

وحسبما وجدنا أنفسنا عليه

قيدنا أنفسنا

وقيدنا من حولنا

حدودنا نفسية ..اجتماعية
واليك هذه القصه الرائعه

** منقول **

ياسر ذهب إلى المدرسة وتعلم كيف يرسم صندوقا و بعد أعوام من الدراسة .. حسًن ياسر شكل الصندوق ورسم منه اشكالا مختلفة..وبدا واثقا من قدرته على التعامل مع صناديقه تخرج ياسر من المدرسة والجامعة وبدأ حياته العملية اكتشف ياسر ان للوظيفة صندوقا خفيا وغير مرئي، ومن خلال التجربة والخطأ تعرف ياسر على جميع أجزاء الصندوق وعرف ان للصندوق بعدين:
- بعد داخلي حيث يعمل
- وبعدا خارجيا حيث يعيش
واصبح ياسر فخورا بنفسه كان ياسر يقضي كل وقته في العمل داخل الصندوق لقد كان الجلوس داخل الصندوق مريحا جداوكان أداء ياسر جيدا في عمله داخل الصندوق ما دام متشابها وثابتا لا يتغير كان باستطاعته ان يقوم بأي عمل داخل الصندوق دون أدنى جهد بل كان بإمكانه ان ينجز العمل وعيناه مغمضتان وبدون أي تفكير لكن ياسر بدأ يشعر بالملل لقد كان يعرف كل صغيرة وكبيرة داخل صندوقه وفي أحد الأيام وجد ياسر داخل الصندوق " زنبركا" صدئا وقديما يعلوه الغبار ويا للعجب .. فقد كان على الزنبرك علامة تقول بأنه جزء من الصندوق لم يسبق لياسر ان احتاج الزنبرك من قبل وكان بإمكانه أداء كل الأعمال بدونه حاول ياسر ان يقذف بالزنبرك إلى الخارج لكن جدران الصندوق كانت عالية جدا تعجب ياسر من انه لم يلاحظ ارتفاع الجدران من قبل، ثم أدرك ان الاستخدام المتواصل للصندوق قد احدث حفرا وشقوقا على حوافه العالية كما أن الصدأ قد جعل جدران الصندوق متلاصقة تماما ومتماسكه بصورة لا تمكن ياسر من رؤية ما في الخارج حتى ان ياسر نسي تماما ما هو خارج الصندوق رمى ياسر بالزنبرك إلى زاوية الصندوق، وما لبث ان تبعه مرة أخرى واصبح ياسر مغرما بالزنبرك ومرونته وطبيعة حركته وتعلق ياسر بالزنبرك دون ان يتأثر عمله، لان عمله لم يكن يحتاج لتفكير عميق وتساءل ياسر : كيف يمكنني أن استفيد من الزنبرك؟ ولكنه لم يستطيع تحديد الطريقة التي تمكنه من استخدام هذه الأداة الغامضة. وفي يوم ما .. وفي غمرة الإحباط والسأم .. أمسك ياسر بالزنبرك ورماه بعيداثم قذفه بقدمهوأخيرا قفز ياسر فوق الزنبرك فقذف الزنبرك بياسر خارج الصندوق فزع ياسر من المفاجأة فقفز بسرعة عائدا إلى صندوقه لكنه هبط على الزنبرك مرة أخرى فجعله يطفو محلقا في الاتجاه الآخر وبدأ ياسر يجرب القفز فوق الزنبرك مرة اثر أخرى هذه المرة ... أحس ياسر بمتعه التحليق والارتقاء إلى أعلى وكان إحساسه بالمتعه والسمو يزداد كلما ازداد ارتفاعا مع مرور الأيام .. اصبح ياسر قادرا على العمل داخل وخارج الصندوق
ومتى أراد ذلك واصبح يرتاح للبقاء خارج الصندوق ايضا ثم بدأ يشعر وكأنه عاد طفلا من جديد واخذ ينتظر كل يوم موعد ذهابه إلى العمل وانجاز أعماله داخل الصندوق وخارجه لم يعرف زملاء ياسر في العمل شيئا عن الزنبرك الذي وجده بل ظن الجميع ان ياسرا متميز ومختلف عنهم
لقد ظنوا انه قد ولد هكذا ومن السهل عليه ان يكون مبدعا خلاقا وانهم لا يملكون قدراته في التفكير والابتكار والتجديد لقد ظنوا انه كان على الدوام يبتكر أساليب جديدة في العمل وانه قادر على الاستمتاع بالحياة وبدأ صندوق ياسر يكبر ويبدو اكثر اتساعا من بقية الصناديق لكن ياسر اخبر زملاءه بحقيقة الأمر واقترح عليهم البحث عن زنبركاتهم الذاتية في صناديقهم بدأ زملاء ياسر عملية بحث واسعة النطاق في صناديقهم فوجد كل منهم في صندوقه زنبركا اكل عليه الدهر و صدئ تذكر عدد منهم انهم استخدموا زنبركات مشابهة عندما كانوا اطفالا ولكنهم نسوا كم كان ذلك مثيرا ونسوا أيضا كيف يستخدمونها وفي مدة قصيرة أتقنوا جمعيا فن استخدام الزنبركات وبدأوا يعملون بجد داخل الصناديق وخارجها بدأت الصناديق تكبر وبدأ الجميع يستمتعون باعمالهم كما بدؤوا يعملون كفريق واحد واصبح ياسر بطلا في نظر الجميع ثم بدأ ياسر يتذكر كيف تم بناء هذا الفريق الرائع وكيف كان النجاح سهلا ان الأمر في غاية البساطة كل ما فعله ياسر هو انه أعطاهم سلاحا كانوا يملكونه نعم لقد ولد كل منا وفي داخله قوة تدفعه نحو النجاح ولكننا قد ننساها فلا نستخدمها ابدا ونحن نبحث عن ذواتنا ونلتزم بالروتين والحدود الضيقة داخل الصناديق وفي أحد الأيام تساءل ياسر وهو يلمع الزنبرك كيف نستطيع الاحتفاظ بالعزيمة والقوة النابظة في أعماقنا عندما نكبر؟

تأليف فرانك برنس، تعريب نسيم الصمادي