كان هناك ملك من ملوك الهند اوتى عقلا وحكمة وفى يوم من الايام تزوج وقضى اعوام ولم ينجب من الذرية احدا فاعتبر الشعب كله اولاده .

وفى يوم حام حوله الشيطان كعادته
... فإذا بالملك يحضر علماء امته ويقول لهم: إن لم تجعلوني ارى ربى بعين راسي قتلتكم جميعاً.
فقالو له اعطنا مهلة اربعة ايام .فذهبوا الى اولادهم وصوا وصاياهم وردوا أماناتهم وتهيأوا للموت .
وبينما هم راجعون الى الملك التقى بهم شيبان الراعي . وهو راعى غنم ولكن من الذين اتقوا الله فعلمهم الله .
فقال لهم شيبان : ما يحزنكم ؟ فقصوا عليه قصتهم .
قال خذونى معكم وانا اجيب على الملك ؛ قالوا انت يا شيبان قال نعم .

فأخذوه وذهب معهم الى الملك .
فقال يا مولاى : ماذا تريد ؟ فقال الملك اريد ان ارى ربى بعينى راسى هذه.
فقال شيبان : يامولاى حدق بعينك فى نور الشمس .... فحدق الملك حتى كاد قرص الشمس ان يخطف بصره ويصاب بالعمى .

فقال له شيبان : .. يا مولاى عجزت عيناك ان ترى خلقا ضعيفا من مخلوقات الله .اتريد ان ترى ذات الجلال ذاته ..............قال صدقت يا شيبان .

فقال شيبان ما اسم ولدك يا مولاى .
قال : اما انك غر سفيه ؛ كل الدنيا تعلم اننى ملك لم انجب .فكيف اسمى لك معدوما لاوجود له؟
قال شيبان : فكيف اجمعت ملايين الشفاة والالسنة والقلوب على تسمية الله بالله .... مالم يكن موجودا ....
قال صدقتك يا شيبان .
قال الملك : من قبل الله يا شيبان ؟
قال شيبان : اتريد ان تعرف من قبل الله يا مولاى : قال نعم ؟
قال شيبان : فاعد
قال الملك : واحد ..اثنين ...ثلاثة.
فقال شيبان من قبل الواحد ؟ قال الملك: لا شىء .
قال : اجبت على نفسك .......ليس قبل الواحد شىء ......قال الملك صدقت .
قال الملك : فأين الله ؟
فأحضر شيبان اناء به لبن ثم قال للملك أفيه سمن ؟ قال نعم ...... قال شيبان اين يوجد السمن يا مولاى؟
قال فى جميع ارجاء الاناء .
قال شيبان : هكذا الله فى جميع ارجاء الكون .....قال صدقت ..

فقال الملك : أشهد ان لا اله الا الله وان محمدا ً رسول الله.
واستغفر الله تعالى وتاب اليه توبة خالصة .
ثم قال : استغفر الله من خطئى وذللى انه سميع مجيب الدعاء.