جاء واعظ رائع لقرية بعيدة....أثر بكل أهلها

اختفت الجريمة... اختفت الخلافات...
...
عمله أبهر أهلها بشكل كبير ، فاجتمعوا وذهبوا إليه طالبين منه أن يحاول إقناع الذئب بالتوقف عن هجماته ضد غنمهم لعله أقنعه....

أخدت الواعظ بعض لمسات الغرور...

فاتجه للغابة التي يهجم منها الذئب...

فصرخ : أيها الذئب..تعال!... جئتك محاوراً لا مقاتلاً!

خرج له الذئب وقال له : ماذا تريد؟

فبدأ الواعظ بالكلام.... إن القتل حرام.. والغدر من صفات اللئام ... ولن يرحمك أهل القرية لو أمسكوا بك .. فحاول النجاة بنفسك...

حزن الذئب للكلام المؤلم من الواعظ المبدع...

لكنه قال : أسرع لو سمحت .. فإني أرى قطيع غنم قد تركه الراعي!

صدم الواعظ بردة فعل الذئب...

عاد الواعظ لبيته يائساً... محبطاً من فشله غير المعتاد!

في الليل سمع بابه يطرق...

اقترب من الباب وقال من .. فأجابه : أنا الذئب

فتح له وأدخله..

فكان الدم واضحاً عليه ...

فقال له الواعظ : تأتيني وأنت قاتل!

قال الذئب : جئت لك كي تعظني من جديد فكلامك جميل!

الواعظ أجاب غاضباً : لكنك قتلت بعد العظة الأولى!

الذئب : أحب كلامك وأصدقه ...ولكنني لو أطعتك مت جوعاً!

فهم الواعظ كلام الذئب.. فخطب بأهل القرية في اليوم التالي " أنني لا أعظ إلا البشر!"

عرف الواعظ أن عليه أن يخاطب الناس بالأمور الطبيعية ، فهو لا يستطيع تغيير طبائع الأمور... فالحديد يبقى حديد ولو حاول معه ... عرف أن مفتاح الاستجابة هو طلب ما يمكن إطاعته!