لو كنت مسؤولا عن عملية التوظيف, ألن ترغب في معرفة أي الانتماءين يتبعه المتقدم للوظيفة؟ من وقت ليس بالبعيد, وجدت إحدى شركات الطيران أن خمسا وتسعين بالمائة من الشكاوى كانت ضد خمسة في المائة من موظفيها. وكانت هذه الخمسة في المائة تصنف الأمور بشدة حسب نفسها, كان أكثر اهتمامهم منصبا على مصلحتهم وليس على مصلحة الآخرين. هل كانوا موظفين غير أكفاء؟ نعم ولا في آن واحد . من البديهي أنهم كانوا في وظيفة لا تناسبهم, وأنهم كانوا يقومون بعمل غير جيد, على الرغم من احتمال كونهم أذكياء ومجتهدين ومراعين لمصلحتهم. ومن المحتمل أنهم أناس جيدون ولكنهم وضعوا في وظيفة لا تناسبهم.

فما الذي قامت به شركة الطيران؟ لقد استبدلتهم الشركة بموظفين يصنفون الأمور حسب الآخرين. وقد حددت الشركة ذلك عن طريق مقابلات المجموعة, حيث كان المتقدمون للعمل يسألون عن السر وراء رغبتهم في العمل بشركة الطيران. وقد اعتقد معظم المتقدمين أن الحكم عليهم يتم من خلال إجاباتهم أمام المجموعة, ولكن واقع الأمر, كانت المجموعة تحكم عليهم من خلال سلوكها كأعضاء في الجمهور.

بمعنى أنها أعطت أكبر الدرجات للأشخاص الذين أظهروا أكثر درجة من تركيز الانتباه والاتصال والانسجام أو دعم المتحدث, في حين, تم اعتبار من يمنحون القليل من الانتباه أو لا ينتبهون أصلا مع أنفاسهم في عالم خاص بهم, تم اعتبارهم ممن يصنفون الأمور بأنفسهم ونتيجة لهذه الخطوة, انخفض معدل الشكاوى في الشركة بنسبة ثمانين بالمائة.

وهذا هو السر وراء الأهمية الكبرى للبرامج العليا في دنيا الأعمال (فكيف يمكن لك أن تقيم شخصا ما آن لم تعرف ما يحفزه أو يدفعه) كيف تختار الشخص المناسب للوظيفة المناسبة, وذلك بالنسبة للمهارات المطلوبة, والقدرة على التعلم والتركيب الداخلي, ويقضي الكثير من الأشخاص ممن هم على درجة رفيعة من الذكاء عمرهم العملي وهم يشعرون بالإحباط التام, وذلك لأنهم يزاولون وظائف لا تستغل قدراتهم على الوجه الأمثل. فما يكون عائقا في موقف ما يمكن أن يكون أمرا مفيدا في موقف آخر. من البديهي أن الشركات التي تقدم خدمات للجمهور, مثل شركات الطيران, تحتاج إلى أناس يسعون إلى مصلحة الآخرين. وإذا كنت توظف محاسبا, فإنك ستحتاج إلى شخص يسعى إلى مصلحة الآخرين.








المرجع: قدرات غير محدودة
اسم الكاتب: انتوني روبنز
رقم الصفحة: 351-352
دار النشر: مكتبة جرير
كلمات مفتاحية: البرامج العليا (التصنيف من قبل الذات ومن قبل الآخرين)
أرسل بواسطة: داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=30