كانت "كيلي" تجيد الرياضيات في المدرسة، والتحقت بالجامعة لكي تدرس المحاسبة وتتدرب عليها. فوجدت دراستها سهلة وممتعة، وسرعان ما حصلت على وظيفة في إحدى الشركات المحلية الصغيرة. وقد سعدت الشركة بتعيينها، لأن المحاسب السابق لم يكن بالمستوى المطلوب. وسرعان ما أعادت تنظيم دفاتر الحسابات، وكان الكل راضيا عنها. ولكن بعد فترة، بدأ الملل يتسرب إلى نفسها؛ فظنت أن هذا الشعور ربما تولد لديها نظرا لصغر حجم الشركة التي كانت تعمل بها؛ ومن ثم تقدمت للالتحاق بالعمل في وظيفة أخرى في منشأة أكبر حجما تعج بالحياة الاجتماعية و العاملين. ولكن للمرة الثانية، وبعد بضعة أشهر، بدأت تشعر بالملل. وبعدما شرعت في تغيير الوظائف أكثر من مرة، بدأت تشعر أن هذا التنقل سوف يضر بمصداقيتها وجديتها في العمل، وقد يوحي لأي شركة بأنها شخص لا يعتمد عليه.

ومن ثم فكرت في الاستعانة بأحد المدربين لكي يساعدها على تدبر أمرها. عندما سألها المدرب عن أكثر ما كان يثير متعتها في العمل، أدركت "كيلي" أنها كانت تشعر بالمتعة فقط على مدى الأشهر الأولى من عملها في أي مكان جديد؛ أي في المرحلة التي كانت تسعى فيها للتعرف على النظام الجديد والتحكم فيه. لقد كان الملل لا يتسرب إلى نفسها إلا عندما تستقر الأمور وتشرع بالانتظام في العمل. وقد ساعد المدرب "كيلي" على إدراك أن ما كان يثير اهتمامها هو إقامة وتحديث وضبط أنظمة المحاسبة. لقد كانت شخصيتها مبتكرة ومبدعة، وكان الحافز الذي يحركها هو حافز الإقدام على الايجابيات، كما أنها كانت تتحرك صوب الاختيارات (اختيار مجال عمل يتفق مع نقاط القوة في برامج الماوراء الخاصة بها).

وكان هذا النمط يعتبر مناسبا للأهداف قصيرة المدى، و البنية الخاصة بادراة الأزمات في العمل، و ليست الأهداف طويلة المدى و العمل المنتظم في نفس المنشأة. وبمساعدة المدرب، قررت "كيلي" أن تبدأ عملها الخاص وفقا لمقاييسها الشخصية، أي أن تقدم للشركات الصغيرة خطة لإصلاح نظام حفظ دفاتر الحسابات لديها، بدون الانتظام في العمل بها، أي أنها تتدخل فحسب في الأوقات العصيبة لإعادة ضبط الأنظمة التي تحتاج الشركة إليها، أو لكي تحل محل أي ماسك حسابات في فترة غيابه أو أوقات عطلته، كما عادت لتدرس في الجامعة لكي تجدد معلوماتها و توسع نطاق مهاراتها، وبدأت تروج لنشاطها الجديد على المستوى المحلي.

وفي خلال فترة قصيرة صارت صاحبة نشاط يمنحها التحدي والتنوع والحافز الذي كانت تسعى إليه. ولأنه كان هناك دائما طلب على نوعيه عملها في السوق، فكانت نادرا ما تبقى بلا عمل. ففي الوقت الذي يفضل فيه الكثير من الناس الذين يتمتعون بنفس مهارات "كيلي" العمل في وظائف دائمة داخل "نطاق العمل المريح المضمون" كانت "كيلي" تفضل قضاء جل وقتها في "نطاق العمل الحر الطموح"، وبتطوير نشاطها الجديد كانت قادرة على انجاز عمل يلبي احتياجات العملاء، وفي نفس الوقت يرضي احتياجاتها الذاتية.










اسم الكتاب: كتاب مدرب البرمجة اللغة العصبية
اسم الكاتب: ايان ماكديرموت و ويندي جاجو
تاريخ النشر: 2005
دار النشر: مكتبة جرير
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 444
الكلمات المفتاحية: الأولويات – الأهداف - تحديد الأهداف - وضوح الغاية - البرامج العليا.
أرسل بواسطة: شرقي نادية أمال
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=703