عندما تكون على درجة مرتفعة من الحماس، تكون طاقتك عالية.. أليس كذلك؟
لأن الدوافع تمدك بالطاقة، ولكنك دائماً في احتياج إلى شيء إضافةً للدوافع لتوليد كمية كبيرة من الطاقة عندك، وفي هذا الجزء سأرشدك إلى أعظم الوسائل التي تمكنك من زيادة طاقتك بطريقة فعالة للغاية. على مدى أكثر من ثلاثين سنة درست وبحثت في كيفية تأثير نظام الأكل والشرب والتنفس والرياضة على النجاح.

كنت بطلاً لمصر في تنس الطاولة لسنوات عديدة ومثلت بلادي مع الفريق القومي في بطولة العالم بألمانيا عام 1969. وكرياضي على مستوى المنافسة الجدية كنت دائماً تحت الإشراف المباشر من طبيب الفريق ولامدربين الذين يمدونني بالنصائح الطبية فكوّنت عادات صحية سليمة منها أنني رغم سفرياتي للخارج ومعيشتي في المجتمع الغربي لا أتعاطى الخمور ولا أدخن ولا أسهر، حتى الشاي والقهوة والمشروبات الغازية لا يوجد لها مكان عندي واعتبرت أن الحياة الصحية السليمة هي أهم أولوياتي.

في اعتقادي أنه في الممكن تصنيف الناس إلى ثلاثة أنواع:

النوع الأول:
هم الناس الناجحون من جميع النواحي.. يعملون باجتهاد وذكاء ويأكلون بطريقة صحية ويمارسون التمرينات الرياضية بانتظام ويخصصون دائماً وقتاً كافياً لهم ولعائلاتهم، ويستطيعون أن يعيشوا حياة صحية ومتوازنة.

النوع الثاني:
هم الناس الذين يتركز نجاحهم على عملهم وعندهم هدف رئيسي في حياتهم يتلخص في العمل الدائم باجتهاد والتوسع في العمل وتكوين الثروات. فحقاً إنهم ينجحون مادياً، ولكن يأتي هذا النجاح على حساب نواح أخرى في حياتهم.. فمثلاً يكون نظام غذائهم غير صحي، يدخنون، يدمنون تناول الشاي والقهوة بشراهة وربما يتعاطون الخمور ومن النادر أن يكون عندهم وقت لممارسة أي تمرينات رياضية ودائمي الشكوى أنه لا يوجد وقت لأي شيء آخر سوى العمل فهم دائماً مشغولين بسبب التزاماتهم في العمل.

النوع الثالث:
هذا النوع من الناس هو الذي يعيش حياته في حلقة مفرغة فهو يشكل المجموعة التي تبدأ يومها بالسيجارة وفنجان القهوة ثم يبدأون حربهم مع حركة المرور ذهاباً إلى العمل ويعودون آخر اليوم إلى المنزل لتناول أسرع وجبة من الطعام بصرف النظر عن قيمتها الغذائية ويشاهدون التلفاز حتى يغلبهم النوم. فهم مع السيجارة والقهوة طوال النهار، وقلما يفكرون في ممارسة أي رياضة، وبعد كل هذا يندبون حظهم السيء على طاقتهم الضعيفة وصحتهم المتدهورة.

هذه الأنواع الثلاثة من الناس موجودة في كل مكان في العالم، لدرجة أن بعض الباحثين في أمريكا وجدوا أن واحداً من كل اثنين من الأمريكان يموتون بمرض من أمراض القلب وواحد من كل ثلاثة يموتون بالسرطان وهؤلاء الناس يقعون في مصيدة رفع مستوى حياتهم بدلاً من أن يعيشوا فعلاً حياتهم، وقد قال جورج برناردشو «العقل السليم في الجسم السليم، ولابد من رفع مستوى كليهما حتى تعيش حياة صحية سليمة».

في إحدى محاضراتي تحت موضوع الحياة الصحية السليمة سألت الحاضرين «من منكم يقوم بتربية الكلاب والقطط؟» وكان من الطبيعي أن يرفع بعض الحاضرين أيديهم.. وقال أحدهم أن عنده كلب.. فسألته «هل تصطحب كلبك في نزهته اليومية للمشي كل صباح؟».. فقال «طبعاً، ولمدة ساعة كاملة».. فسأله «هل تقدم له السجائر وتعطيه خمراً، وتطعمه أي طعام كان؟».. فقال «بالطبع لا».. فسألته «كم يساوي هذا الكلب؟».. فقال «500 دولار»..

ثم سألته «ما هو نظام غذاءك كل يوم؟».. فقال «أنا لا أتناول وجبة إفطار في الصباح ولكن أكتفي بشرب الكثير من القهوة، وفي وجبة الغذاء أتناول بعض الساندويتشات بسرعة بسبب انشغالي الشديد في العمل، أما في العشاء فأنا آكل أي شيء موجود بالمنزل».. فسألته «هل تمارس التمارين الرياضية أو هل تزاول أي رياضة؟».. فقال «لا، فليس عندي وقت لذلك».. وكان آخر سؤال وجهته إليه هو «هل أنت مدخن؟».. فقال بحماس «نعم، أدخن حوالي علبة كاملة من السجائر».

فقلت له «دعنا نحلل هذا الموقف، أنت تقدم لكلبك الطعام الخاص به الذي يشتمل على العناصر الغذائية التي يحتاجها، وتواظب على أن يقوم بالمشي كل يوم، ولا يتناول أي مكيفات أو خمور، وكل ذلك حتى تحافظ عليه، أما عن نفسك فأنت تدخن علبة كاملة من السجائر يومياً، ولا تمارس أي رياضة، وتتناول أي طعام بصرف النظر عن قيمته الغذائية، وتشرب القهوة بكثرة، بالرغم من أن جسمك هذا يساوي مليارات من الدولارات».. فضحك وقال «لذلك أعتقد أنني سأموت قبل كلبي».









المرجع: المفاتيح العشرة للنجاح
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنةالنشر: 1999
رقم الصفحة: 45-48
كلمات مفتاحية: عادات – صحة – الاعتناء بصحة العقل والجسم – النظام الغذائي - طاقة
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=319