يحدد التركيز أسلوبك في الحكم على الآخرين وفي مشاعرك، وتكون بؤرة الانتباه إيجابية أم سلبية. ولكن مع الأسف، وفي معظم الحالات، تسيطر الناحية السلبية. والشيء المشجع هو أننا نستطيع التحكم في تركيزنا وتغييره.

حكت لي امرأة تجربتها في مطعم دون المتوسط. وقالت لي إن الأكل في هذا المطعم لم يكن شهياً على الإطلاق. بينما كانت تجربة أصدقائها الإحدى عشرة مرضية، ومع أنها مثل الآخرين، قد استقبلت بحفاوة وترحيب، وكانت الخدمة مرضية والمكان نظيفاً، إلا أنها شعرت بانطباع سيء جداً. ولم تطلب تغيير طبقها. رغم ذلك حلفت أنها لن تعود أبداً إلى هذا المطعم.

والواجهة الأخرى للنقد هي امرأة وسط أصدقائها، تأكل في مطعم نظيف مع موظفين مهذبين يحسنون المعاملة والخدمة ويقدمون طعاماً جيداً بشكل عام - إلا أنها ركزت على وجبتها غير الشهية فألغت جميع النواحي الجيدة للمطعم وعممت تلك المشكلة على وجه التخصيص.

لم تطلب من مستخدمي المطعم أن يغيروا طبقها، على الأقل لمحاولة قضاء وقت ممتع.. بدلاً من ذلك، قررت تقوية تركيزها على التجربة السلبية، وتكثيف المشاعر السلبية ومحاولة التأثير على الآخرين في هذا الموضوع. ومع الأسف، أدى تركيزها إلى أنها:
  • ألغت كل الأشياء الجيدة.
  • عممت الحادث المؤسف على المطعم.
  • شعرت بمشاعر سلبية.
  • حكمت وقررت ألا تعود أبداً إلى هذ المطعم.

كم ازدادت دهشتي حينما علمت أنها كانت في الماضي تتردد كثيراً على هذا المطعم وأنها كانت تستمتع بطعامه. فجذبت انتباهها إلى عمليات الإلغاء والتعميم وحذرتها من أخطارها، فقررت في الحال أن ترجع إلى هذا المطعم وتحاول من جديد. وفي هذه المرة، وعدت على الأقل أن تطلب من المدير أن يغير لها وجبة الطعام إذا لم تكن شهية. وقلت لها المثل المصري: «لأننا ركزنا على الثعبان، لم نرى العقرب». فضحكت باقتناع، حين قيل لها أنها - بحكم حقها الشخصي - كانت قد أفلتت العقرب.

بنفس الطريقة كثيراً ما تكون - العلاقات الإنسانية هي الأرضية المفضلة للآثار السلبية لعمليات الإلغاء والتعميم. إن استعداد المرأة لشراء كميات ضخمة من الملابس مثلاً، هو مشكلة بالنسبة للزوج الذي يفتقد القدرة على التمويل، في حالة اختياره التركيز على هذه الناحية دون غيرها. وأفضل إنسان بيننا يجد نفسه مركزاً على النواحي السلبية لسلوك شخص آخر، ملغياً بفعله هذا كافة الصفات الحميدة والمزايا المتوفرة لدى الشخص. والتسرع في الحكم على الآخرين قد يؤدي إلى الطلاق أو ما هو ألعن منه.
وهنا ينطبق الافتراض المسبق للبرمجة اللغوية العصبية: «الخريطة ليست المنطقة». من الواضح أن الإدراك ليس الحقيقة الملموسة.










المرجع: فن الاتصال اللامحدود
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنةالنشر: 2001
رقم الصفحة: 52-54
كلمات مفتاحية:ا لتركيز السلبي – الحالة الداخلية – التأثير على الآخرين – التعميم – المشاعر السلبية – قرار – الحكم على الآخرين
أرسل بواسطة: محمد طه
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=281