عندما نحب مريضا و نضحك معه, فإ ننا نرتقي إلى أعلى درجات الاستشفاء, ألا وهي طمأنينة الروح

ليسلي جيبسون
كانت هيئة التمريض في أحد المستشفيات القريبة تعاني المشاكل بسبب المزاج العكر لرجل عجوز, فقد رفض السماح لأي أحد بدخول غرفته, وكان في الغالب سلبياً جداً لدرجة أن الممرضات لم يستطعن إعطاءه الدواء. وفي أحد الأيام, قررت ممرضة ملهمة أن تطلب من صديق لها أن يحدث تغيراً في حياة هذا الرجل. وفي مساء ذلك اليوم, بينما كان الجل يرقد في هدوء محملقا, وهو في السرير, انفتح الباب ببطء في غرفته ذات الإضاءة ة الخافتة. و عندما صوب عيناه نحو مدخل الباب وكان يستعد لإصدار أمر بالانصراف صدمة أن يرى شكلاً بشرياً, يقف هادئاً يحملق فيه.

لم تكن الممرضة المتطفلة كالعادة, ولكن بدلاً منها جاء مهرج سيرك, تومض ملامحه بطلاء الوجه, وقفز هذا الشخص إلى جانب سرير المريض. ثم صرخ فيه (أفسح مكاناً) فانزاح الرجل جانبا –مرتاعا من صيغة الأمر – بينما قفز المهرج إلى جواره في السرير وبعد أن سوى الأغطية استقر المهرج ثم بدأ يقلب صفحات كتاب أحضره معه, وقال –سوف اقرأ لك – ثم بدأ قارئا: صعد جاك وجيل إلى أعلى التل ليحضرا سطلا من الماء ,فسقط جاك وانكسر رأسه بينما تردى خلفه جيل .. واستمر المهرج في القراءة..... والرجل يستمع بتركيز وبدأ يهدأ جسده أكثر مع كل صفحة, وفي نهاية القراءة شعر الرجل العجوز الذي كان متجهما وهو يرقد مستكينا إلى جواره زائره اللعوب بنوع من الطمأنينة لم تشاهدها أي ممرضة على الإطلاق. ثم قبل المهرج جبهته وودعه... وفي تلك الليلة انتقل المريض في هدوء وعفوياً إلى الحياة الآخرة وقد ظهرت على وجهه السعادة و الطمأنينة.








اسم الكتاب: شوربة دجاج
اسم المؤلف: جاك كانفيلد-مارك هانس –مارتن روت –تم كلاوس
دار النشر: مكتبة جرير
تاريخ الشر: 2002
رقم الطبعة:1
رقم الصفحة:149-150
الكلمات المفتاحية: الابتكار في العمل والتغير، الإبداع.
أرسل بواسطة: فاطمة بكداش
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=591