المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية أمال شرقي
تحياتي للجميع
أختي عائشة..شكرا لك على ادراج القصة .
والآن ..مارأيكم أن نرى كل المقال؟؟
ونستفيد من رؤية صاحبه..
"كان والدي يملك معملاً لتصنيع الذهب. وكان بخيلاً لدرجة أنه كان يفرش على الأرض قماشاً أبيض كي يهبط عليه غبار الذهب المتطاير. وفي نهاية الأسبوع يبلل قدميه بالماء ثم يدوس على القماش ذهاباً وإياباً حتى تتجمع حبيبات الذهب على قدميه. كان يحصل بهذه الطريقة على عدة غرامات إضافية، وكان يعتبر "هذه الحركة" من أسرار المهنة!!
... لا أتذكر من قال هذه القصة ولكنها علمتني درساً مهماً منذ سنوات، ففي حياتنا دقائق مهدرة أغلى من حبيبات الذهب المتطايرة فجميعنا يشتكي من ضيق الوقت وكثرة المشاغل، ولكن حتى لو كنا مشغولين جداً (وهو ما يبالغ به معظم الناس) فإننا نضيع أكثر من ساعتين في اليوم هي مجموع الدقائق المتناثرة.. فأثناء توقفك عند الإشارة.. وأثناء سيرك إلى البقالة.. وخلال انتظارك في الطابور.. وأثناء وجودك تحت الدش، يضيع منك وقت ثمين يمكن استغلاله بقليل من المهارة والتخطيط!!
.. أنا شخصياً تعلمت الدرس وطبقته أكثر من مرة:
* فقبل عشر سنوات حين قررت إتقان لغة أجنبية مختلفة كنت اكتب الكلمات الجديدة على ورقة صغيرة انظر إليها في (الوقت الضائع).. كنت انظر إليها أثناء خروجي من العمل، وأثناء توقفي عند الإشارة، وأثناء نزولي إلى المنزل.. وفي المنزل كنت أشبكها بمرآة المغسلة كي آراها كلما توضأت أو فرشت أسناني!
* أما التجربة الثانية فكانت في رمضان 1416حين حفظت سورة الكهف بترديدي لعشرة آيات يومياً فقط أثناء المشي من الحرم إلى البيت!!
* التجربة الثالثة كانت حين أهداني صديق 208اشرطة للشيخ محمد الشنقيطي تضم دروساً من كتاب عمدة الأحكام.
ولأول وهلة اعتقدت استحالة توفر الوقت لسماع كل هذه الأشرطة.. ولكني انتهيت منها في زمن قياسي بالاستماع يومياً لشريط واحد أثناء قيادة السيارة!!
* أما التجربة الرابعة فمازلت أعيشها وأصبحت نمط حياة. فبحكم عملي في تحرير هذه الزاوية يتوجب علي قراءة ومتابعة كم هائل من المعلومات والأخبار العلمية، وبما أنني أعمل في الصباح وأكتب في المساء لم يبق أمامي غير استغلال (الدقائق المتناثرة) لمتابعة آخر المستجدات.. وهكذا أصبحت أضع كتاباً جديداً في السيارة بين الحين والآخر، وأذهب للعمل بصحف ومجلات متأخرة، وأملأ جيوبي بقصاصات مختارة، وأشاهد قناة ديسكفري مع قهوة الصباح.. بل إنني أملك مكتبة في الحمام (وهو ما سبق واعترض عليه بعض القراء)!!
.. عموماً لا افترض أن كل القراء لديهم اهتمامات مماثلة، ولكن بيت القصيد هو استغلال الدقائق المتناثرة لقضاء أمور معلقة (أصبح همها اكبر من حجمها).. فعلى سبيل المثال حين يتوفر لديك ثلاث دقائق أقترح أن تفعل التالي:
اتصل بعمتك التي لم تزرها منذ عام ،اعمل تمارين (للبطن) ،
مزق البطاقات الزائدة في المحفظة ،
اقطع ورقة التقويم واحفظ ما خلفها،
راجع سورة نسيتها، استعلم عن الرصيد،
ركّب لمبة المطبخ، راجع الفواتير،
افحص ماء الرديتر، شذب شواربك،
قص أظافرك،
نظف المكتب،
داعب الرضيع،
تصفح الجريدة،
رتب أشرطة السيارة،
امسح النظارة،
قبل زوجتك بين عينيها،
وأخيراً، قص هذا المقال وضعه على المغسلة!
الأستاذ فهد أحمد العامري
المفضلات