الجنة والجحيم
جلس الرجل العجوز على جانب الطريق وعيناه مغلقتان ويداه مطويتان على صدره....جلس في حالة تأمل عميق.
وفجأة قطع حالة التأمل صوت أجش لمحارب الساموراي منادياً:
"أيها الرجل العجوز! علمني عن الجنة والجحيم".
في أول الأمر, لم هناك استجابة من الناسك وكأنه لم يسمع, ولكنه فتح عينيه بالتدريج وبدت على شفتيه ابتسامة خفيفة , وفي نفس الوقت كان الساموراي ينتظر بقلق وعدم صبر ويزداد ثورة وهياجاً مع كل ثانية تمر.
وأخيراً أجاب الناسك:" أنت تود أن تعرف أسرار الجنة! أنت يا من يديه وأقدامه غير نظيفة, وشعره غير ممشط وأنفاسه كريهة, وسيفه صدئ ومهمل , أنت أيها القبيح الشكل, يا من ألبسته أمه ملابس مضحكة, أنت من تسألني عن الجنة؟"
وهنا تلفظ الساموراي بكلمات ولعنات سيئة واستل سيفه, ورفعه عالياً فوق رأسه, وأصبح لون وجهه قرمزياً وانتفخت أوداجه على عنقه وهو يستعد ليفصل بسيفه رأس الناسك عن جسده.
وهنا قال الناسك بهدوء ولطف:" هذا هو الجحيم". بينما كان السيف على وشك النزول على عنقه.
وفي جزء من الثانية غلبت الدهشة الساموراي, وبدا عليه الحزن والرحمة والحب لهذا الكائن الرقيق الذي جرأ على المخاطرة بحياته لكي يمنحه تلك الخبرة, فأوقف سيفه في منتصف الهجوم وامتلأت عيناه بدموع العرفان بالجميل.
وقال الناسك في هذه اللحظة:" تلك هي الجنة".
منقول من موقع الاديب
المفضلات