هناك خدعة نتعرض لها من حيث لا ندري!.


قد يظن البعض أنَّ هذه مُزحة، لكنها للأسف واقع نعيشه ونتكيّف معه مع مرور الوقت، ونظنُّ بأنَّ ما نفعله هو الصواب وأن لا شيء آخر!.


إذا كنت تعيش بلا هدف، فإنك بدون أدنى شك ستعمل لأهداف الآخرين، ستعيش نسراً لكن في صورة دجاجة!.


ستفعل أفعالاً أقلَّ مما أنت عليه من قدرات، وتُفكر بطريقة ساذجة مُعتقداً بأنَّ دورك في الحياة هو بأن تُسدّد فواتيرك الشهرية وتُؤمن الغذاء والملابس لأسرتك، وتجمع حولك أصدقاء لا أهداف لهم، كي يُشاركونك الفشل الذي تستمتع فيه، وتتيه في عالم من الخيالات والأوهام، وتُغرق سفينة حياتك في أعماق المجهول، وتعيش الحياة التي طالما تمنيتها!.


لكنني على يقين بأنك لا تُفكر بكلِّ هذا البُؤس، لقد أصبحت ناضجاً بما يكفي لتهتم أكثر بخياراتك في الحياة، فلا تسمح لأيِّ شيء أن يخترق حاجز المناعة لديك في قدرتك على مقاومة الفشل، لا، بل والتغلب عليه.


حقيقتك أنك لا ترفع راية الهزيمة بسهولة، نعم، قد تتعرض لعدة هزائم صغيرة، لكنك أنت الفارس الذي تعلّم كيف ينهض بعد كلِّ كبوة، وعند النهوض يكون قد تعلّم درساً مُهماً في فروسية الحياة وقيادة الذات، ويُتابع غير آبهٍ للغبار الذي عَلقَ بملابسه!.


لكنني أود أن أضع لك صورة مُعبرة للضعف والخداع الذي يمكن أن تقع فيه كي تحذره، وكلنا مُعرضون لذلك، فالمهم هو أن نعلم بأنها ليست ما نحن عليه من قوة، ونتمرد على ضعفنا الداخلي الذي يجرنا إلى الأرض وفخ الراحة المُزيفة، فمن كان عقله لا يُتعبه فذلك الذي لا يعمل أبداً!.


أحبُّ أن أطلعك على جوهر سؤال :
لماذا لا نضع أهدافنا؟.
ونُقاتل لأجل حياة نستحقها؟.
ونخوض معارك لننتصر على الفشل؟.


1- مللنا من كتابة الأهداف
بالطبع سوف تمِلّ، ولن تستمر طويلاً، لأنك لا تُدقِّق فيما تفعله، كتابة الأهداف في حدِّ ذاتها ليست كلَّ شيء، هناك ما عليك أن تفعله لتجعلها جسداً حيّاً يتنفس، الأحلام جميلة، لكنها أجمل عندما تحققها.


رغم أنه أصابه الكساح في قدميه الهزيلتين في سن السادسة من عمره، ولم تكن عائلته تلك التي تملك من المال ما يُبشر بمستقبل مُختلف عن أؤلئك الفقراء المنتشرين في أرجاء الأرض، والذين لا يحصلون على تعليمٍ يوازي ما يتلقاه الأغنياء، ولم يكن بيت عائلته ليمنع الأمطار بأن تُغرق كلَّ شيء فيه، ولم يكن أصدقائه بتلك الثلة التي تركب سيارات فارهة ولديهم سائق يُحضرهم إلى المدرسة وينتظرهم حتى يخرجوا منها، كان عليه أن يسير كيلومترين على أفضل وسيلة نقل مُتاحة للجميع وبلا استثناء ألا وهي قدميه!.


وفي سنِّ الثالثة عشرة حانت له الفرصة كي يُقابل الرجل الأسطورة الذي عاش في خياله، قابله بعد انتهاء المباراة في مطعم مُجاور وكان ذلك من حسن حظه، فهو لم يحضر المباراة ولا يستطيع أن يشتري تذكرة للدخول فكان عليه أن ينتظر حتى تُفتح بوابات الملعب قبل انتهاء المباراة بربع ساعة ليتسلل في خضم الفوضى والصراخ من الجماهير ويندسَّ بينهم ليُشاهد ما يمكن مشاهدته!.


أخبره الفتى الصغير : “أنا مُعجبٌ بك كثيراً سيِّد براون “، فرد عليه : “شكراً يا بني”، فتابع الفتي بكلِّ جرأة : “أنا أتابع أخبارك كلها وأعلم بكلِّ مبارياتك وأهدافك وبطولاتك التي أحرزتها”، نظر إليه مبتسماً، لكنَّ الفتي تابع فقال : “لكنني سأُحطم كل الأرقام التي حققتها ذات يوم!”.


هنا أصاب أسطورة الكرة الأمريكية الدهشة، لم يكن مثل هذا الكلام مُتوقعاً، لكنني أيها السادة الكرام أخبركم بأنَّ السيّد “أو.جيه.سيمبسون” حقق حلمه بالفعل، وحطّم كلَّ الأرقام بعد مضي عشرين عاماً!.


إذا كنت قد مللت من كتابة أهدافك، فأنا أنصحك بأن تُؤمن بها أولاً، وحينها لن تتخلى عنها أبداً.


2- كن مرناً
هناك فئة أخرى يضعون أهدافاً كبيرة، لكنهم لا يتعلمون المرونة مع الظروف التي تُصيبهم، فسرعان ما يتخلوا عنها، أو يضعونها على الرفِّ حتى تكون ظروفهم موائمة!.


بطريقة أخرى يعني موت أحلامهم وَسَفُّ التراب عليها كي تشبع موتاً!.


المرونة ليست بالضرورة أن تكتب في السنة خمسين هدفاً، كلما لا يُعجبك شيء في أحد أهدافك استبدلته بآخر، كلما شاهدت أحدهم قد نجح في شيءٍ ما، تَعَبّطت الأمر وقررت أن تتبنى هدفه!.


تخيّل نفسك وأنت تسير في طريق وواجهتك حفرةٌ كبيرة، ما الذي تصنعه؟
ستكون أمام خيارين، أسهلهما أن تعود من حيث أتيت وتنتهي القصة، لأنك باعتقادك أن لا مجال للعبور!.


أما الخيار الأذكى هو أن تفعل ما يفعله النمل تماماً، عندما يُواجه مثل هذه الحفرة فإنه لا يقف طويلاً حتى يستكشف طريقاً بديلاً إلا حيث يريد ويتابع، وهذا ما عليك أن تفعله عندما تُواجه مُعضلة تمنعك من التحرك للأمام، بأن تبحث عن طرقٍ ووسائل بديلة لهدفك – وهدفك أمامك ولم تتخلى عنه – فتلك هي المرونة التي أدعوك لتتعلمها باحترافية عالية، فلا تتحقق الأهداف بكبسة زر، علينا أن نتابع الطريق ونتحمل ما نُواجهه لنصل في النهاية بإن الله تعالى إلى أهدافنا.


تمنياتي لك بأهداف كبيرة، وعملٍ دؤوب ونشاطٍ دائم لا يتوقف.