عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
الفن الانيق الذي يتلخص في ” لا يهمني “
* الفن الانيق : ” هذا ليس من شأني ”
الكثير من الناس يقولون ” لا يهمني ” معترفين أن هناك أوقات كثيرة في الحياة يستحق الرد عليها بعدم الاهتمام .
الفن الأنيق * في الحقيقة هو الذي نولي من خلاله الشيء أهمية تسمح لنا بإعادة التفكير في ما يحدث . مثلا إذا اتصل بك أحد بالغلط و قام بسبك , هل ستفكر فيه طيلة اليوم ؟ هل ستفصل الخط و تهز كتفاك مستهترا ناسيا ما مررت به و ما قاله لك ؟
هو اختيار يتعلق بك .
القلق حول الأشياء هو أمر ضروري , عادي , لكن القلق الزائد المرافق للانطباع , كن على يقين , أنه أمر ليس جيد .
يقال هناك عدل في إعطاء الأهمية و أن هذه الأهمية تختلف بإختلاف الزمان . و لكن هذا ليس صحيح, لأن القلق حول ماهية الشيء , ما هو إلا تفكير و هذا التفكير له عمل ضئيل بالمقارنة بالتفكير في تحديد ما يجب القيام به حيال ما يحصل .
المعتقدات الأكثر غباء في فكر الانسان : أن معظم الأفكار التي لا تستحق , قد تؤدي بنا إلى مكان مجهول غير معروف . معظم الأفكار تملؤ رأسك و ترمي بك بعيدا عن الواقع و عن الحياة التي تحول بك و الذي من المفروض اكتشافها ,إذ أنها لا تساعدك على اتخاذ القرارات و لا حتى الحصول على معلومات قيمة , بل إنها لا تعمل إلا على تشويشك .فهي مجرد تكرار للحاضر , و من ناحية أخرى هي تقصير في حياتك .
إن افكارنا مشحونة عاطفيا , و كل الاشياء التي نمر بنا نصلها بالقيم الانسانية كالنزاهة , الاحترام و كذا حالة المجتمع .
و هذا في الحقيقة شيء غير مفيد , فالمفيد لا يظهر إلا عندما تفعل شيء عملي مفيد .
كما لا يعني دائما أن كل الاستجابات التي تصدر منا اتجاه الأعداد التي قد نتلقاها من الإحباط و الألفاظ النابية سيئة .
عموما , في الحين الذي نقع فيه في موقف ما قد نقوم بردة فعل و قد لا نقوم بأي شيء , ففي كل الاحوال لن تنون على إستعداد كامل للرد على الخصم أو مشكل ما في تلك الحالة أو الظرف . و لهذا يستحسن عدم الالتفات في الحين .
عدم الاهتمام يشبه اللامبالاة . لكن الامر يختلف قليلا .
اللامبالاة مجرد رفض لتمضية وقتك و تبدير الطاقة , إذ لن تكون هناك أيت ردة فعل . و بالتالي , عندما تعطي الأهمية لشيء , تأكد من أنك تفهم ما ستفعله ردا على ما يحدث .
و إليكم رسم تخطيطي لمراحل يمكن اتباعها :
يمكن أن يكون من الصعب عدم الالتفات إلى الشيء . و لكن هذا يعتمد على التطبيق المستمر و المحاولة . إن هذه التجربة شبيهة بتعليم الأطفال في المدرسة دراسة الرياضيات ,و تعليم الأبناء ربط خيوط الاحذية و كيفية التحدث الى الغربان .
إن الناس عندما يتحدثون عن ما مروا به تكون أول جملة يتفوهون بها هو أنهم لم يستطيعوا إتمام حياتهم و لا المضي قدما . أنا متأكدة أن في محيط كل واحد منا يوجد أمثال هؤلاء الناس ,و كل ما وجب قوله لكم هو ” لا تقع في هذا الجنون , أنت أيضا ” .
أن تعرف كيف تعطي الأهمية للشيء لا يعني أنك لا تعطي الأهمية لأي شيء . فكل شيء طوعي وراءه سبب .
فن ألا تعطي أهمية لشيء , هو مفتاح لمعرفة وقت الرغبة التي يمكن من خلالها و بإعتمادها إعطاء أهمية ; أهمية تطورك و تعري حقيقة ما يحولك . أما الرغبة التي تنبني على الرد بغضب و تبدأ بكلمات غاضبة و ساخطة , فلا جدوى منها .
كن ذكيا, و تعلم أن تخطط ثم تواجه بإحترام و لباقة .
قبل أن تفعل أي شيء ارسم رسما في ذهنك , أكتب سيناريو لما يمكن أن يحدث . إن ما نمر به من أحداث , في الحقيقة هو حدث واحد , إلا أننا نعيشه بتصورات مختلفة في ظروف مختلفة , كرياح شديدة أخافتك حتى أسقطت شجرة في الطريق السيار الذي مررت منه .
المفضلات