عندما نتأمل سلوك و ثقافة الكثير من الشعوب المتحضرة و غير المتحضرة اليوم نجد الكثير من الرواسب البدائية لا تزال عالقة بها و يمارسونها لا شعوريا رغم ما تسببه من التعاسة .. مثلا لماذا يتبادل الناس اليوم الشتائم عندما يختلفون و لماذا يشعرون بالحنق و الغضب عندما يُشتمون !؟ ..بينما لو تأملنا المسألة بعقولنا المجردة سننفجر من الضحك من تفاهة الامر.





ان الانسان العاقل يجب ألا يعير أدنى إهتمام للامر عندما يشتمه أحدهم بل يجب أن يبتسم عندما يجد احدهم يتفنن في كيل الشتائم له بكل قواه دون جدوى كمن يطعن الماء .. لانه بتأمل بيسيط نجد الشتيمة مجرد أصوات و كلام فارغ تافه لا يقدم و لا يؤخر و يجب ألا ندعها تنغص عنا سعادتنا ..طبعا هذا امر قد يثير استغراب بعض الناس لانهم مبرمجون لا شعوريا على ان يكون رد الفعل على الشتائم هو الحنق و الغضب بالضرورة . و الحقيقة هذا مجرد سلوك و اعتقاد مكتسب يمكن التحرر منه .


فمن الطريف نجد الناس يشتمون بعضهم البعض باسماء حيوانات معينة كالحمار و الكلب و في نفس الوقت يمدحون بعضهم البعض باسماء حيوانات معية أخرى كالأسد ! فما الفرق بين الاسد و الكلب ياترى ؟ أليس الكلب حارس وفي و صديق مخلص ..و الاسد مفترس خطير لا يؤتمن جانبه.. فلماذا يعتبرون الكلب شتيمة و الاسد مدحا و مجاملة !..تخيل لو قلت لأحد ما : إسمع أيها الاسد .. فهل سيغضب منك .. أبدًا .. بل ربما يشعر ببعض السعادة و قد تنال شكره ايضا ظانا منه أنك بذلك تمدحته .


إن تبادل الشتائم و التأثر بها اليوم هو من رواسب الثقافة البشرية البدائية حيت كان الانسان أسير عواطفه و لم ينضج تفكيره المنطقي بعد . أما اليوم حيث العقل في اوجه فالانسان العاقل الحقيقي القوي هو من يتجاهل الشتائم و لا يدعها تؤثر فيه عندما يوجهها له أحد لانها مجرد أصوات و تفاهة يجب ألا تنكد حياتنا و نضيع طاقتنا و وقتنا بسبها .


تجاهل الشتائم و أقاويل الناس فيك و لا تعيرها ادنى اهتمام و أنطلق لتعيش حياتك في سعادة إن من يشتم أو من يدع الشتائم تؤثر فيه قلما يمضي ما تبقى من يومه في سعادة .