موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
كيف تكون ايجابيا ؟!
كيف تكون ايجابيا ؟!
سألني احد الأصدقاء مرة قائلا .. كيف أصبح جذابا ؟
قلت له اذهب قف أمام تلك المرآة وأنظر جيدا في وجه الشخص الذي يقف أمامك وجه لوجه ، بعد أن قام بذلك سألته ما رأيك الآن .أخبرني بصراحة ما رأيك بهذا الشخص الذي وقفت أمامه وجها لوجه .هل يبدوا لك جذابا . في البدء أطرق رأسه قليلا ، ثم وبشكل عفوي جدا ، قال أشعر وكأن جبيني ... قلت له كفى لا تكمل ، تشعر أن جبينك مسطحة، تشعر أن أنفك كبيرة ، تشعر أن عينيك جاحظتان ، كل هذه الأشياء ليست لها أية علاقة بالجاذبية
، الجاذبية لها علاقة مباشرة في الكلام الذي قلته للتو (إنك تشعر .) ..قال لا أفهم وضح لي .قلت له الجاذبية تبدأ بهذا الشعور ، عندما تشعر في أعماقك بأنك جذابُ سيراك الآخرون جذابا والعكس بالعكس.إي عندما تشعر بأنك غير جذاب ، أي أنك تنظر بشكل سلبي إلى نفسك . تلك النظرة السلبية التي أسميناها بالقصور الذاتي . سيراك الآخرون غير جذابا .من هذا المثال البسيط أود القول ،( أن أي شيء ايجابي في حياتنا أو أي شيء سلبي ينشأ أساسا وفق هذا التصور وهذا المفهوم وهو الشعور الناتج عن نظرتنا لأنفسنا ) عندما تشعر بأنك قوي سيراك الآخرون قويا ، وهكذا فأن إي صورة ترى فيه نفسك سيراك الآخرون كذلك ... ا أذا كنت ترى نفسك . ضعيفا ، نافعا، لبقا ، خائفا ، تافها ، مهما ، ناجحا، غنيا ، فقيرا ..... الخ . (ما يراه الإنسان بنفسه هو نفسه) وليم فالكير.أي إن الإنسان نتاج نفسه . سوى كان ذكرا أو أنثى .
عندما تنظر بسلبية إلى نفسك فأنك تربي وتنمي كل ما هو سلبي في الحياة ،لأنك في هذه الحالة ستنظر إلى الأشياء من بعدها السلبي فقط ،وينتج عن ذلك أن تنظر بسلبية للعالم من حولك .
نظرة الإنسان إلى نفسه س
وى كانت إيجابية أو سلبية كيف تنشأ .؟ كيف تتكون ؟ كيف تتبلور في ذهن الفرد ؟؟
يجب إن نعلم بأن الإنسان منذ اليوم الأول للولادة وحتى يرحل من الدنيا يتعرض لمختلف المشاعر والضغوط النفسية . معظمها ينتج عن سلوك الأشخاص القريبين منه ، مثل هذه المشاعر وهذه الضغوط تؤثر كثيرا في حياة الإنسان وخصوصا الأطفال من عمر ستة سنوات فما دون . على سبيل المثال طفلة صغيرة بعمر ثلاث سنوات ، قد كسرت أناء ، مثل هذه اللحظات المشحونة بالخوف والشعور بالذنب هي التي تترك أثرا في حياتها ، وينتج عن ذلك أن تتبلور ملامح شخصيتها ونظرتها إلى نفسها مستقبلا . الأمر يتوقف على طبيعة ردة الفعل من الآخرين القريبين منها الأم ،الأب ، الأخ أو أشخاص آخرين ، فلو فرضنا أن أمها مثلا قد استشاطت غضبا ، صفعتها ووبختها ، وظلت ترميها بوابل من التأنيب والعبارات الجارحة ، على سبيل المثال ..غبية ، عديمة النفع ..الخ ، ومع تكرار مثل هذه المواقف وتكرار نفس العبارات تكون قد تبلورت شخصية الطفلة بنفس العبارات التي ظلت الأم ترددها عليها دائما ،أما لو فرضنا بأن الأم . واجهت الموقف بروية وهدوء بدون غضب ، وبكلمات مشجعة ، فأن الموقف سيمر بشكل طبيعي جدا دون أن يترك إي أثر سلبي . مثال آخر لو أن طفل رسم شجرة أو سمكة أي شيء وجاء يسأل أبيه.. بابا انظر ماذا رسمت ؟ فلو أن الأب اخذ الكراس من الطفل وراح ينظر بإعجاب ، الله رسم جميل من علمك ترسم ذلك؟ مثل هذه العبارات تؤثر إيجابا في حياة الطفل . وأن تكرار مثل هذه المواقف والعبارات المشجعة ينتج عنها فرد ينظر إلى نفسه بايجابية مستقبلا . ولكن لو فرضنا بأن الأب كان يقرأ في كتاب أو منشغل في جهاز الكومبيوتر وجاءه الطفل . يحمل كراسة الرسم . والأب بدون أن ينظر أو يتوقف عن متابعة عمله قال له رسمك جميل ، من علمك ترسم ذلك . مثل هذه الكلمات لن يكون لها إي صدى في خيال الطفل ، بل على العكس قد تؤثر سلبا في حياة الطفل ونظرته إلى نفسه مستقبلا . لان الطفل أذكى مما نتصور وهو لا تهمه الكلمات .الذي يثير اهتمامه هو ردود الأفعال خاصة تلك التي تظهر على الوجوه .
المواقف من هذا النوع كثير ومتنوعة . وهي تؤثر في حياتنا منذ اليوم الأول للولادة .
وأذكر أحد البرامج الذي كان يتحدث بهذا الخصوص حيث قام أحد علماء التربية بتجربة على رضيع بأن طلب من الأم أولا أن تعامله بالشكل الطبيعي المعتاد أي عندما يبتسم الرضيع فأن عليها أن ترد على ابتسامته بابتسامه . ثم بعد ذلك طلب منها أن تغير طريقة معاملتها له ، إي عندما يبتسم الطفل فأن عليها أن تبقي وجهها خاليا من إي ردة فعل ، ابتسم الطفل ولم تستجيب الأم لابتسامته ثم ابتسم مرة أخرى ولم تستجيب الأم ...حينها قال المختص انظروا كيف بدأ اللعاب يسيل من فم الطفل .
لاحظ ... أم تبخل على طفلها بابتسامة لمرة واحدة تسبب له كل هذا الإرباك وهذه الفوضى في أنزيماته ، فما بالك بالصفعة والتأنيب والعبارات الجارحة ؟! وما بالك بالحرمان من الحنان وعطف الوالدين لفترات طويلة ؟!
لهذا السب تجد أن القصور الذاتي مغروسا في أعماق اللاوعي . وان أي محاولة للتخلص من إي مفهوم سلبي أو أي نظرة سلبية . يتطلب الغوص عميقا هناك .
المفضلات