ما أول ما طرأ على بالك عندما قرات السؤال؟
أنك حنون على الاخرين أم على ومع نفسك؟
كلنا نترقب ونحتاج ونهتم ونريد ونطلب “الحنان”
لا يوجد من لا يحتاجه، تتفق معي صح؟
كلنا نحتاجه من الآخرين، بكل تأكيد، ولا شيء يغني الحنان من “خارج أنفسنا”.
لكن، لم لا نمنحه لأنفسنا؟ لم فقط نعتمد على “الخارج”




هل جربت طعم الحنان “الداخلي”؟
عندما تحن على نفسك؟ وتهتم بها؟ وتشجعها؟ وتدعمها؟ وتقف معها؟
أنا أعلم أنك تعلم، أن الدعم هو أهم محرّك ومحفّز للسعادة والراحة والاستقرار.
الدعم يأتي من قلب حنون. مليء بالحنان.
والحنان حاجة. مهمة. وضرورية.
طيب، كيف أصبح حنوناً مع نفسي؟


أي انسان ليكون حنوناً على انسان، يجب أن يعرفه صح؟
لكي يعرفه يجب أن يتقرب منه صح؟
عندما يتقرب منه ويعرفه ويفهمه ويعرف شخصيته وأحلامه وأهدافه ومشاعره وأحساسيه، سيعرف كيف ومتى يحنو عليه، أليس كذلك؟
نفس الأمر بالضبط، ينطبق عليك مع “نفسك”.


دعني أعطيك خطوة عملية تطبقها الآن، جرّب، وعوّد نفسك واستمر حتى يصبح الأمر عادة تلقائية.


وصدقني، الأمر يستحق الاهتمام والحرص، وإن لم نحنو على أنفسنا، لن نستطيع أن نمنح الحنان للآخرين، وسنظل نبحث ونلهث وراءه، وهذا الأمر متعب. والحياة أخذ وعطاء، لكي نأخذ يجب أن نعطي، صح؟


الخطوة العملية:


حاول أن تتعامل مع نفسك، كأنك تتعامل مع شخص تحبه.
طريقة حديثك، نقاشك، طلبك، دعمك، نصيحتك، توبيخك، كلّه كأنك تتعامل مع أكثر انسان تحبه في حياتك.
بحنان، برقة، وباسلوب لطيف.
مثلا:
عندما تكون في مجلس، وتقول كلاماً أو كلمة، ومن ثم ندمت أنك قلتها.
ركزعندما تبدأ بالحديث مع نفسك، والذي عادة ما سيكون باللوم: لم قلت هكذا، يعني دائما دائما يفلت لسانك؟ أنت وأنت وأنت .. الخ من اللوم.
قل لنفسك، لا بأس، الان الكلمة خرجت منك، في المرة القادمة انتبه، لانه لا يصح ان تقولها، وأنت أصلا تعرف هذا الأمر، فقط انتبه.
الشاهد هو أن نأخذ العبرة من أخطائنا، ونحرص أن ندعم أنفسنا وقت الخطأ لتجنبه ولتجاوزه بقوة. لأن كثرة اللوم وقت الخطأ غالباً ما تأتي بنتيجة عكسية.


ملاحظة هامة: هذا ينطبق على الاخطاء التي نقوم بها في حياتنا الدنيوية، أما ما يتعلق بحق الله وبحق رسوله فالنفس اللوامة مفيدة وضرورية، لأن الآثام او الذنوب متعلقة بالآخرة: وهي الباقية وهي الأساس. وجب التنويه.


أنت الان ركز على نقطة “أن أكون حنونا مع نفسي”
ومن ثم ابدأ بمراقبة نفسك، وطبّق ما تستطيع، ومع الوقت ستعرف طرق ووسائل أخرى لحنانك مع نفسك. وبعدها سيكون الأمر تلقائياً.
وتذكر، أن ما سيجعلك تستمر هو وعيك بذاتك بشكل عام، وتقديرك لها.


دمت سعيداً وناجحاً : )