يظن البعض أن طريق النجاح سيكون مفروشا بالورد في عندما يجتاز أصعب الحواجز ، وأنه لا يحتاج إلى أساسات أخرى لتُمهد طريقه ويكتفي بما لديه ، وهذه من الاخطاء التي يقع فيها الأغلبية ، لأن النجاح ليس مقتصر على الخطوات التي ذكرناها في الحلقات الماضية ، بل تحتاج إلى تدعيم بمُكملات تجعل نجاحك في أحلى صورة من دون أن يكون هناك تناقضات في شخصية الناجح ، وأيضا قبول من الجمهور المحتك بهذا الفرد الذي يدعي النجاح ، فمثلا كيف تقول أنك إنسـان ناجح ومخزونك الثقافي قليل ، لهذا نقول لك اهتم بالقراءة وتثقيف نفسك لأهمية ذلك في بناء شخصية الفرد الطامح لتحقيق الأهداف والوصول إلى اعلى القمم بالطريقة الصحيحة ، والقراءة كما نقول غذاء الروح ، فإن لم تٌغذي نفسك فستكون إنسان ميت ثقافيا .


لا أنكر أنني أغبط أصحاب الثقافة العالية ، لأنهم من خلالها تزداد ثقتهم في أنفسهم أكثر ، وعندما يتحدثون يكون لحديثهم المتعة والتأثير القوي مقارنة بشخص يتحدث لجمهور ومخزونه الثقافي “صفر ” ، وجميعنا يلاحظ ذلك في تعاملاتنا مع البروفوسورات والدكاترة وفي شاشات التلفاز وغيرها من وسائل التواصل ، تشعر في حديثهم الثقافة الكبيرة التي يملكونها بل حتى الكلمات التي تخرج منهم مختلفة عن البقية ، فكل ما عليك ان تتابع مقال من مقالاتهم أو تسمع لهم ، كل تلك الإبداعات في اختيار الكلمات لم تأتي من فراغ بل من ثقافتهم التي زادوها من قراءة الكتب والتعلم من خلالها وتطوير أنفسهم ، لدرجة أن البعض حفظ مقولات أشهر الشخصيات الناجحة لتُعينه على تخطي العقبات والصعاب ، وكما يقولون ” قل لي كم كتاب تقرأ أقل لك ما هي شخصيتك ومن أنت “


اتذكر عندما كنت صغيرا كان هناك برنامج مسابقات ثقافي يدعى ” مسابقات حروف ” واتذكر متسابق يشـارك باستمرار في هذه المسـابقة وما لفتني أكثر كمية المعلومات التي لديه لدرجة أنه يحقق الفوز في كل مرة يشارك فيها لسرعته ودقته في الإجابات ، وهذا المخزون الكبير من المعلومات والثقافة تجعلك شمعة مضيئة وشخص مُميز وسط الكثير من الناس الذين لن يستطيع الوقوف أمام ما تملك فأنت تملك كنز يبحث عنه الآخرين ويتمنون وجوده معهم بأسهل الطرق ، ولكن هذا الكنز يحتاج إلى الجهد والتعب في القراءة والتركيز وتخزين المعلومات واسترجاعها في الوقت التي تحتاج إليها ، وأيضا من تابع برنامج ” من سيربح المليون “ والمتسابقين الذين وصلوا للسؤال الأخير وأهمهم المتسابق اللبناني كنعان مطر الذي تجاوز كل الأسئلة بثقة تامة رغم صعوبتها حتى وصل للسؤال الأخير وأجاب عليه بكل ثقة دون أن يهتز أمام مناوشات المقدم ، وفاز بجائزة مليون ريال سعودي ، وغيرهم من المتاسبقين في النسخة العربية والإنجليزية ، كيف لو كنت مكان ذلك المتسابق كيف ستكون نظرة المجتمع لك بعد قدرتك على تجاوز الأسئلة الصعبة بكل ثقة ، من المؤكد ستكون نظرة إيجابية وسيكون لك تأثير طيب على من حولك في الإهتمام بالقراءة وتثقيف نفسك .


القراءة ليست فقط للتثقيف والسلام ، بل زيادة عدد الكلمات في قاموسك الشخصي ، فهناك مصطلحات وكلمات لن تعرفها إلا من خلال القراءة ، وربما تضطر يوما إلا إصدار كتاب ، فكيف لك أن تبدأ وقاموسك لا يحتوي إلا على كلمات مُستهلكة لن تؤدي ثمارها مهما كتبت أو تحدثت فلن يكون لها تأثير على أحد مقارنة بمصطلحات جديدة تتميز بها وتُثبت أنك إنسـان يستحق الوقوف عنده للإستزاده من معارفه وثقافته القوية ، وتذكروا بارك الله فيكم أن اول كلمة نزلت في القرآن الكريم كلمة إقرأ ، فأقرؤا الكتب وثقفوا أنفسكم ، فلن تجدوا من يقوم بذلك عنكم إلا أنفسكم أنتم ، فيا أيها الناجح أمسك كُتبك وأنطلق بكل ثقة في طريق النجاح .